فضيحة الكتابة – فاي العتيبي

‏لستُ أبكم و لكنّ لغتي القلم

الكتابة بحرٌ بلا حدود، بحرٌ عميقٌ، أمواجه معجزاتٌ تتخلق. كلُّ كاتبٍ يشعرُ بأن الحروف لا تكفي، ‏و الحديث لا يُسعف، يجدُ ضالتَه في بحر الكتابة..يغمرُ كأسه، ويعبُّ

كم تتعددُ الأعراق، وكم وُجدت أجناسٌ و ثقافات، و عوالمُ متفرقة الأبعاد، كلٌّ يملأ حيزًا في موطئه، كلٌّ يخطُّ كتابةً عن الحياة من نافذته، كلٌّ ينسجُ ملاحم من مشهده، يطلقُ بصره ويكتب بصيرته، لتتلون الكلماتُ بلون أفقه. لذا من المستحيل أن تنفد المعاني، فإنها بعدد حيوات البشر.

إن إدراك ذلك يهذب من تجربة الإنسان، يجعله أكثر تواضعًا من أن يلوم الآخرين على ما لم يروه، على ما لم يحلموا به، ما لم يعايشوه، بل يوقد على طين حروفه، ويبني جسورًا توصل إلى ما شاهده، فيقرأها الآخرون، ويعبرون إلى المعنى الذي فات انتباههم.

‏إن الأفكار موطنها النفس، والمعاني سكان الخيال المستتر، وأن تسمح لحروفك بالمغادرة إلى الورق، فذلك أشبه بأن تتعرى، وينكشف ما كان مستورًا، ولا عيب في هكذا تعري، بل إن نبعه الجسارة.

يالها من مغامرةٍ شجاعةٍ، أن تقدم نفسك وفكرك وهويتك، في سطورٍ تحكي عنك، بل تفضحك.

زر الذهاب إلى الأعلى