النّصوصُ التي لا تُطبِقُ على عُنُقِ القارئ، لن تُكتَبَ لها النّجاةُ حين يُقرّرُ أن ينتقمَ لدَمِ سلالتهِ المسفوحِ بين سُطورِها، منذُ عهدِ آدَم
النّصوصُ أدواتُ قتلٍ لا يُستهانُ بها
الشّاعرُ المُقيمُ في أحضانِ حسناواتٍ عبرنَ خيالَهُ الواسِعَ الأرجاء،ِ يفيقُ على خسائرَ فادحةٍ
رأيتُهُ ذاتَ حنينٍ يتسلّلُ إلى تلكَ الأحضانِ الباردةِ ليسرقَ ما جَنَتْهُ يداهْ مِنْ إبداعٍ
يعودُ منها خاليَ الوِفاضِ
وعلى قلمِهِ المكسورِ، يتّكِئُ كعجوزٍ في السّبعين
النّصوصُ الرّفيعةُ المَقامِ تلك
تنتعلُ كعوبًا عالية
تدقّ بتواترٍ على أرضيّةِ صالةِ العَرضِ
حيثُ لا أحد يُعيرُها انتباهًا
إنّها النّحيلةُ الشّامخةُ أمامَ حشودٍ لا تهتمّ إلا بأثوابِها الفاضِحَةِ
ترتَجِلُ الموتَ في خُطاها
تُدحرِجُه أمامَها إلى أن تَصِلَ إلى المدافنِ
هناك..
تَنْضو عن جسدِها نظراتِهِمُ الشّبِقَةِ
وتنزلقُ في خندقِ النّسيانِ بانسيابيةِ اللغةِ التي خطّها الشاعرُ
حين حَزمَ أمرَهُ واعتزلَ الكِتابةِ
مُعلنًا بذلك موتَهُ
دونَ صلواتٍ.. ولا مُعزّين
فقط، نصوصٌ باردةٌ آلتْ على نفسِها الموتَ على جثّتهِ
من جديد..يُبعَثُ النّص حيًا بين يديّ قارئٍ
يتكفّلُ بمراسِمِ الدّفنِ مرّةً ثانيةً
وهكذا.. إلى أبد الآبدين
558 دقيقة واحدة