بدوية
قلبها كان يمتلئ سريعاً
بالدموع المكسورةِ وألوان
الورد.
كلمة واحدة صغيرة بقيت
تدور بين الشفة العليا والسفلى
لم أستطع إلى الآن فهم المحتوى،
دقيق أسمر كان يتسرب
من كفها النحيل، كنت أرى
فوق شرفةِ جبينها برجاً
عالياً أقف عليه كنسرٍ
يرى ضحيته
وكنت رأى الضحية تتمددُ
على طول جسدي.
الظل والمرأة
الظل ينسكب على جسدي،
فأخفض، رأسي لكي لا أصاب
بدوخة التفكير
أوَّل الليلِ
وبلا نجومٍ، يطوِّقُ ذاتي
أتشرد خارج حدودِ الأرضِ،
حيث الصمتٌ السحريٌّ المخيف
الرِّيحُ هدأتْ؛ وبعض نسيمات
لا تزال تطوف، كما لو أنها تبحث
عن حياة
بين أجمات اللوز البنية.
أزيز صراصير البراري،
حماسة يائسة، لشتلات العليق الأحمر
ليس هناك إلَّا لون النُّعاسِ المعتِم
في أول الليل بداية ضوء القمر
والحب في هيئته الوديعة
هيئة الناسك في الـتأمل الصامت
العالَم نفسُه عدوُّ العالَم.
اللامنتمي
تعاقبني الحياة
وتجرّدني من محبة البلاد
التي كثرت فيها الدماء.
وتعاقبني الحياة لا لشيءٍ
اقترفته يداي
فقط لأنني ولدت هناك،
وكان لي
انتماء.
تذكرين أيتها البلاد
الأيام الغائمة
التي جعلت القلوب
المقهورة تذوب دموعاً
وتتضرع إلى السماء
ولكن ليس هناك من يستجيب
الدعاء
حتى أشجار الكرز فيكِ
أصابها النعاس، وأصابها البلاء
وتحولت من روعتها إلى عصير
ألمٍ مزمن في طحال الأمهات
وفي أَثْداء كل النساء.
أيتها البلاد
تشبهين تلك الآفاق الساحرة
التي تضيئها شموس الفصول الباردة
لقد كسرتي مرآتكِ
و تحولتي إلى كنتونات
في كل مترٍ منك يرفع علم
وفي كل بيتٍ فيكِ هناك مفتي
وهناك جلاد
لم أعد أنتمي إليكِ أيتها البلاد
ضاق بي ذرعاً، ولم يعد
لي قطاف هناك
وأنا الآن اسمي اللامنتمي
وأنا الآن اسمي الحياد.
*نصوص: عارف عبدالرحمن