الوردة طريقنا إلى الأبدية – عبدالله البلوشي

أتأمّلُ
في البقعة الأشبه بخارطة القلب
كيف أن قطرة الدّمِ
تُعمّدُ بهجة الكون
وأن الوردة طريقنا
إلى الأبديَّة.

….

في حين
تحملني الجذور
نحو طرقات بعيدة
فيسكنني هناك
هذيان طيورٍ يحرقها الشتاء.

….

وتلك الشجرة النائمة
على ظلالها المقدسة
هكذا أنا
مثل طائر منسي
لو صوّبت إليه مديةُ لبكى.

….

يتراقص الظل
خلف فوهة النافذة
شجرة غُرستْ على حافة قبر
فأسقطت
روحها
على جدار عزلتي.

….

منذ أن تأملت ذلك البحر
يستوطن قلبي بين شغف وخوف
من أحدّث أولاً؟
هل أحدّث البحر عن الشجرة؟
أم أحدث الشجرة عن البحر؟
كلاهما عميقان
كأغوار قلبي الأدق من قبضة طفل
يغفو بنعاس نقي.

….

هكذا
كمثل برعم أنجبته الحياة وحيداً
ألقتني الأكوان على حافتها المائلة
بعدما كنت هاجعاً في مهد صغير.

….

من أودع فيَّ كل هذا اليتم
لكي أقتفي أثر امرأة عابرة
تضع إكليل الرّيحان
على شاهدة قبرٍ منسيّ.

….

كانت هناك
في أعالي جبل الحب
كان يؤنسها الرعد
وهو يقصف شفة الكون
وكان الليل
قُبلة لا تغتفر.

….

على يدي أحملُ الطّير
على كتفي أحملُ التّابوت
مُتعبُ جسدي
ومتعبة هذه الروح
حيث يضمها الليلُ
كحوصلة نورسٍ
يبحثُ عن عتمة مجهول.

تفيض مياهك
أيها الليل
لتجرف ما تبقى
من رماد المدفأة.


*نصوص: عبدالله البلوشي

زر الذهاب إلى الأعلى