الحزن المرض العضال – عارف عبدالرحمن

لا حدّ لهذا الحزن، أزاولهُ
كأنّه عادةٌ مُزمنة، أو مرض عضال
أثقل من هَرمٍ سوداني يتربّع في
الصحراء.
وفي فجوة الأزمنة المتاحة لي
في الحياة، أطلُّ بنصف وجهي المفرح
لأشهدَ أيامي المدفوعة بنوع من البهجة.
تتمرَّغ روحي في طين الوقت لكي
تستعد للطيران مني
حائرة بين خيوط الفرح ولون الحزن
الإمكان مثل عصفور
يتمَرْغَلُ وسط بركةٍ ضحلة.
ذاكرتي التي لم تُرد أن تصير كيساً للقمامة
فضلات الحزن المتبقيَّة تقاسمني
نصف أيامي.
دماغي المهزوزة من هذا الحزن
كيف للعالم أن لا يحزن على اغتصاب النساء؟
أو ضربهن أو موت الأطفال في الحروب؟
أو المجاعة التي تعصف بالبشر.
من يستطيع أن يقول لي: من أين تبدأ الذاكرة
من يستطيع أن يقول لي: متى ينتهي الوجع
و الألم المجاني.
في آخر الليل
أنا من يفتح أبواب، الذاكرة
ولا يعرف كيف يُغلقها، وينام.
من يستطيع أن يقول لي: من أين تبدأ الذاكرة
من يستطيع أن يقول لي: متى ينتهي الوجع
و الألم المجاني.
في آخر الليل
أنا من يفتح أبواب، الذاكرة
ولا يعرف كيف يُغلقها، وينام.

*نص: عارف عبدالرحمن

زر الذهاب إلى الأعلى