الجسد بلا معلم وطالما
عومل كأنشوطة. إذ كان
عليه أن يكون دائماً جاهزاً وأن
يجري سَنّه باستمرار وأن يركض
بمجرد أن يتلقى دفعة.
هل نأسف لأنه ينطفىء الآن من حاله.
أيتها الحكيمة ذات الحاجبين المقوسين للشمس.
أيتها الجميلة التي قوس عينها
شعارٌ منزليّ
لكنه ثابت وأمين وليس
بالتأكيد لعبة كما
يحصل للكلمات عندما تفشل
في أن تتحد.
إذ الإنسان العاري لم يربح أبداً
في صراعه مع الأقواس ومع
الشمس مذ خرج مطأطئاً من الشرق.
الرحلة التي انتهت بالخذلان، ومن
رجل وامرأة لم نستطع أن
نصنع قوساً. ما من
عبارة غدت بالفعل شيئاً
واحداً. إذ نفضل
غالباً مفردة لا تنقسم، لكن
الحب يتعذب لأجل ذلك، والرغبة
التي لا تلاقي جسداً ولا تعرف
سوى مخيلة السهم
المرتد والضلع المخلوع.
*نص: عباس بيضون
*من ديوان: الجسد بلا مُعلّم