مقطع من قصيدة: حين أشرق طفلٌ من روحه
الكلُّ يَتمنى موتَ صاحبِهِ
أن تنزِلَ عليهِ نائبةٌ
أو تبتلعَهُ كوبرا
أن يختنقَ بشربةِ ماءٍ
أو كسرةِ خبزٍ
أن يجرُفَ الطاعونُ أطفالَهُ
ويَمشوا في جنازتِهم الجماعيَّة
حزانی مرتادينَ السوادَ
أن يموتَ الآخرونَ
ويَبقى وحدَهُ.
شاهدَ الفجيعةَ واللذةَ
(صوتٌ ينفجرُ من قلبِ الغابةِ)
لا تستعجلوا يا إخوان
جائحةُ الموتِ ستجرُفُ الجَّميع
وستكنسُ أرواحَكُم القذرةَ
من غيرِ هوادةٍ ولا تأخيرٍ
صباح مساء، يتمايل بطيبةٍ لا تعرفها الملائكة، عيناهُ مُسبلتان بحزنٍ مُفتعل وهداية كاذبة. اليد المَنقوعة بالسّم، تَمتدُّ بلطفٍ بالغٍ. والابتسامة التي تخبئ الخِنجر والطلقة. إنَّه النموذج الأكثر انتشاراً في أزمنة الضعة والانحدار. وهو العلامة الأعمق لوجودها، الذي بسببه تلاشت مكاسب البشر الإنسانيَّة والجماليَّة التي حوشتها عبر الأزمنة الطويلة والمشقات.
حرب الأجنَّة في الأرحام
آهٍ، هذا العالمُ الذي تسفحُ
على غاربهِ المَراثي
قد انتهى منذُ زمنٍ طويلٍ
شبعَ موتاً
أنت الآن ، عن جثّته التي تطايرتْ هباءً
في فضاء الله
عن الجثةِ التي ماتَ الدودُ الذي نَخَرَها
جيلاً بعد جيلٍ
عن هباء الجثّة تحاول أن تكتبَ
أنت الآن في ظلّها الشبحيّ تعيشُ
والذي يملأُ العالم هلوساتٍ وكوابيس.
ظلُّ السحابةِ المُنقرضةِ
ظلّ الثور المقدّس يجره الجزّارون مُدمَّى
في الوحل
ظلّ النمر الذي شنقته أشجار الغابة
ظلّ الطفل الذي قتلته أمه من فاقةٍ
واضطراب
ظلّ النجوم الراكضة إلى حتفها
الأكيد
ظلّ الظلال وهي تقضي نزهتها الأخيرة
وسط حيطان مهدّمة..
عليكَ أن تتوقف عن سفحِ المراثي
ورمي الكلماتِ
فلم يعد هناكَ ما يستدعي عواء ذئبٍ،
أو عويلَ قردٍ ثكلتْه الريحُ
بين الأكماتِ.
*نص: سيف الرحبي