فراشةٌ مُهداةٌ إلى حبيبي – ريا

أرَى في شفتيكَ، حُلمي الذي أطاردهُ طيلة الأبديّة، أسرقُ من يديكَ بهجةً، كما لو كنتُ أُصافحُ الأمنيات.

أرغبُ بأن تخطفَ مني رغباتي، أن تحوّلني إلى رمادٍ بإمكانك أن تهفَّ عليهِ ليتبعثر في الأرجاء، أن تحوّلني من إنسانٍ بلحمٍ ودمٍ وعظمٍ، إلى أخفَّ من ذلك؛ إلى عرقٍ في جبينكَ، أو قلادةٍ في عنقك.

أقولُ لكَ دومًا “أُحبُّ يدك.” وتظنَّ بأنَّ ما أقصدهُ، تلك اللحظاتُ المحمومة، حين كانت يدك تتسللُ بين فخذيَّ، لتُسيءَ التصرُّف، لكنني لا أقصد ذلك، ولا حتى حين كانت أصابعك تسرقُ من فمي، الفصاحة. بل أعني بأنَّني لا أجِدُ ما أنتمي إليه، كما ينتمي المرءُ إلى أرض وطنه، سوى يدك.

حين رفرفت فراشةٌ بجناحيها، تغيَّرَ كلُّ شيءٍ، الجناحُ الذي غيَّر وجهةَ الرياح ليُحدث إعصارًا، ذلك ما حدثَ حين قُدّر لك أن تكونَ موجودًا؛ أن تتواجد بحياتي، لتُغيِّر كلَّ الأشياء. لن أُحاربَ، كلَّ فراشةٍ تخلقُ فيَّ إيمانًا صادقًا، كتلكَ التي ترفرفُ معكَ في حياتي

تعبتُ زيّف الإيمانيّات، ألَا يجبُ أن يَستريحَ المرءِ على كفِّ الرب؟ 

قِبلتي وجهكَ؛ حينَ أنسَى أن الإنسانَ مخلوقٌ مستعبد، يملؤ قلبهُ بالصلوات، أن أُنادي باسمكَ، كترنيمة، كناسكٍ مجنون، لم يَنسى كونه كائنٌ ضعيف ومُستعبد.

هل الحب ينتهي؟ كدمعةٍ مستميتة؟ تجفُّ على جفنٍ يرفضُ نزولها؟ أ تعود أدراجها؟ هل الحب يُنسى؟ أم يضلَّ مثل وريدٍ نابضٍ، في ذراعٍ متهشّمه، أم يحيَا مثل جلدٍ ميّتٍبين الأظافر. هل الحب ينتهي؟ يُنسى؟ يموتُ؟ لماذا لا أزالٌ إذًا، أتشبَّثُ بهِ، كجذعٍ مُحطَّم. الإنتهاء ليسَ شيئًا، سيبتدأ المنتهي من جديد، النسيانُ ليس شيئًا، ستضلُّالذاكرة مليئةً، والموتُ لا يَعني سوى حياةً أخرى، مصنوعةً من رحمةِ الآلهة. إذًا… أين سيؤول بالحب بداخلنَا؟ 

ربّما مثلكَ لا يرحل. أنتَ لا ترحل، بداخلي.. تتجذَّرُ

زر الذهاب إلى الأعلى