أطيرُ بلا جناحين مثلَ الهواء
ومع كل مرةً أحلقُ فيها
أنكبُ على وجهي كفرخ عصفور
محاولاً الوصول إلى الفردوس الأعلى
الذي يشبه ثمرة في رأس شجرة.
في النهرِ الدافئ صار القاربُ كفاً
محتضناً العابرين إلى الضفةِ الأخرى
يمسكهم مثلَ حفنة رمل
ويرشهم على جرفِ النهر
ليكونوا كومة صَدف.
ما زلتُ ضائعاً في المحطات
أغطي جراحي بالانتظار
مثلما يُغطي المسافرون الأثاث بالشراشف.
الأفكار المتشعبةُ في الرأسِ
تشبهُ سلاسل في قدمِ سجين
أجرُّها مثلَ كرة حديدية
غير أنَ ثمن الخطوةِ آه.
تمنيتُ أن تقطفني امرأة
من حقول الأوهام هذه
وتتركني في كأس ماء
أشُمها وتشُمّني..
حتى أرتقي ذبولاً من يديها.
*نص: حسين بهيش