نصان-نهيد درجاني

1-

العالمُ رقائقُ أليافٍ ، فُوَطُ سفرة ، ورقُ تواليت ، مخرشمٌ سميكٌ طريٌ لدنٌ الى مائل للسماجة قليلاً .
لا تطعجْ شريحةً ، قد تسقط على نافوخك قارةٌ أو يسقطُ جُرْمٌ سماويٌ أفلتَ عن ثدي أمّه ذات شيطان رجيم ، ولا تدحشْها في خرم هاتفك عنوة ، مع أنها شهوانيّة ، فجعانةٌ كتنافس شركتين على تيس جبلٍ عند حافة الهاوية ،
دعْها تغُلُّ تَلِجُ تنزلقُ كشعرةٍ في لثّتِك ، ستعتاد عليها ، ستظنّها ضرسَ العقل الذي هرّ في العام الماضي ، ستحفظ عنك كم مرّة دخلت حبيبتك الى بيت الخلاء ، وكيف حال سور الصين العظيم ، وكيف سقطت الاثيوبية مباشرةً من الطابق الخامس ،
في هذه الشريحة قدس الاقداس ، والماخور عند كعب البناية ، تُحمّلُ كتبا وافلام دعارة فائقة الجودة والصراخ المستقيم ،
بغلةُ القرى ، معها شراشف مناشف ، معها قماش وبوظة وغزل البنات ودواء عجيب للحروق ورُقيّاتٌ تقي الحلوةَ صيبةَ العين وتحمي الثريّ من حسد المعدمين ،
هذه الشريحة ستفتح لك الباب تغلقه ، تسلقُ لك بيضاً تفاقسُه وتترك لك بيضة الفصح والقيامة حتى نهاية الطقوس ، وحين تغدو إلهك ، ستصوم عنك وتصلي وتحجُّ وتطوف وترجمُكَ وتنكزك وتحظرك اذا أخطأت بمنسَكٍ صغير .
لا تدع إصبعك تنزلق عن الشاشة
لا تدع عيناك تزيحان
انتسب الى العالم
من آمن بالشريحة وان مات فسيحيا .

***

2-

لو كان لي أنْ أدخّنَ العالم بسيكارة واحدة ، ألفُّ المدنَ حشيشاً للكيف ، أعبرها ك لامِ ألفِ لا أكتفي بالبكاء عليك أيتها الأبنيةُ ، يا معراجاتُ السطوح ، يا تختيّات ما لا يلزم من صناعة الكبرياء ، بلسانٍ مربوطٍ أخاطبكِ ، من المرائب أناديك من الإسطبل الكبير ، لم ترمني مهرتي في النهر ، عَلَفٌ كثيرٌ تحت إبطي ، وفي حلقي نخالةُ العمر .
لو كان لي أن أدعو العالمَ الى العشاء الى لقمة رحمة الى غداء من الحب والموسيقى والشموع ، لكنّ الشمس تعمل بدوام جزئي ، والقمر يتبع نجمتَه عاشقا غافلاً نطناطاً ،
لا يجمعني الوقتُ بأحد ، كلّ الامكنة افتراضٌ ، خرائطُ السحالى والعقارب والريح ، والله يرى ويرى من بعيد لبعيد ، ينتظر الآمرَ والمأمورَ والقاتلَ والقتيلَ والظالمَ والمظلومَ والشعراء والعاشقين وقطاع الطرق في الغرفة عينها ،
سيكون لي ،
سأخبرك عن أنبيائك وأوليائك وقديسيك كم هم تعساء وبائسين ، سأدفعكَ عن عرشك لترى … سترى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى