تخلَّ عن جسدك لي وأنا ألهثُ عوضًا عنك

أعِرني وجهكَ وخديك 

تخل عن جسدكَ لي 

وأعطني ما أشقاني مِنك

لتكن زاهداً عن نفسك 

وأنا أَلهثُ عوضًا عنك 

ولسوف أرى بعينيك.. جمالك 

لأنتشي من عَبقِ رائحتك 

ماعدتُ أنسى، علمني كيف أفعلُها؟ 

معجونةٌ بطين روحك 

ولن تصنع مني فخاراً 

محض ما كان منك؛ 

مجردُ معاناةٍ لي 

أعاني بلا نهاية

أتيت لكي تصبح 

لقاءاتُنا بحسرة 

وذكراك أشدُّ من إلحادي الراسخ 

طمطِمي يا سماء 

بسحائب من مطر 

أغيثي عطشي 

فكلي أنفاسٌ من حنين 

نصبت فخاخها الانتحارية

على أطرافِ عمري. 

***

اجعلني على يديك الناعمة 

لكن لا تلوح بها للوداع 

مازال حبك يسبق أنفاسي 

يثير القلق ويجرفني بحرقة 

تطبعت بصمتك العنيد 

ونسيت كيف ستفهمني 

غروري بأني سأنساك ياحبي 

جلب إلي الناي الحزين لأغني 

شوقك العتيق تخمّر بداخلي 

فلم أصحوا ولم تغادر مني 

تغيب صورتك الجميلة 

ويحضر المكان والشعور

آخر قبلة آخر ابتسامة 

احتضانك البارد الأول 

جمود عيناك الأول 

ويظل لا يفارقني منك 

سوى طول تأملك المربك

الرب الذي يخلق ما يشاء 

قد خلق معنى الشوق 

في مكان ما قبل الزمن 

حيث لا وجود لمعنى 

إلا أنه يوجد شعور طافح

يغمس بشدة في الأحياء 

يغمس في العاشقين فقط 

ليعيشوا بعذاب مدوي 

غير متزحزح غير متحرك

سأحبك بسبق اليقين 

برحب كتفي الأب سأحبك 

بطول الشوارع الممتدة 

وبكل أسماء المدن سأحبك

سيعود الألم المترنم بك

سيعود كما في الموعد 

ولن آبه بالشعور وسأحبك 

أتوب وأطهر يداي بالصلاة 

يغفر الله لي وسأظل أحبك

– قطورة

زر الذهاب إلى الأعلى