حصادٌ في يَد الوقت
في أول ساعات ولادة يوم جديد
وبينما لا يزال الفجر صبيًا
يصيح الديك اليقظ،
حكمة الديك تقتضي ألا ننهض
لكن الصوت كأي معنى آخر
يشوّهه الهواء،
إلى أين نمضي
هذه الصباحات تنزف
هذه الصباحات تهرب
والعالم ليس بمقدورهِ اللحاق،
يصادف أحيانًا أن أملك فكرة
لكنها حين تضيء
ينبت العطش على سطح هذا العالم،
في مزرعة الوقت حين دخلت سهوا
لَحَظتُ الوقتَ كأيِّ رجل يسقط،
كأيّ رجل يتعبه الدوران،
أيقنتُ أنّه يَمرض
لكنَّ النهاية عصيّة على اللمسِ،
ما بين المزرعة والمضمار الذي تركته خلفي منتظرًا
ضاعَ الأينُ مثل غرابٍ أرهقه سيل الجُثث.
رحّال يشكل طريقه اللونُ
قُبيل النوم
يرسم الطريق في ملامحي لوحة،
فما زالت الألوان التي نَثَرَتها يدكِ
تعبث بالباحثين عن الغزالة،
الأثرُ علامةٌ
كيف لمغامرٍ مثلي
أن يكشف الأوراق والطين
في الغابة الظلماء
ويتبع الأثر،
كلّ الفراشات تمسك اللحظة وتعبث بالزمن
لذا أردتُ أن أمضي
دون أن يدركني الوقت،
فجأة!
يلوّحُ في الهواء
عطرٌ لا صلاحية لدهشته
أتساءل، كيف للجمال أن ينمو ويتمرَّد
كيف يتوغّل
ربما هذا السرُّ الذي يجعل الليل
سماعة هاتف،
يصيح بي طيف:
لن يُجدي الصراخ شيئًا،
نم أيها الحالِمُ
نم، فالطير الذي يغني لا يسمعهُ الذي يعزفُ.
قبل أن أرتدي نظارتي الطبية
قبل أن أرتدي نظارتي الطبية
رأيتُ العديد من الجميلات
لكنكِ الآن خلف الزجاج، تمحين الوضوح
وتمنحيني عينين جديدتين
عينان وظفتا لكي تزرعا زهرة
أو تلتقطا تفاحة تميل معها الأرض
أو تدلا على بئرٍ يؤسس الماءَ بقلبهِ.
على مرأى الغصن المتدلي الهامس للأرض،
يمشي العشب،
في حفيف تُعكِّر مزاجه الفصول،
إلا أنّه يمشي،
وكأي عشبةٍ بالغة تستطلع الماء بعيدًا،
أنا الآن ذاهب باتجاهكِ،
عشبة،
مرةً يصلها النداء ريحًا
يوقظ صوت كل أسلافها،
تتذكر خطأهم جيدًا، أنهم بقوا في الحديقة،
ولم يتبعوكِ،
هي حال الحَيرة
التي لم تلقَ عزلتها فيكِ.
*نص: علي الشلال