إلى أيمن ساعي، مرة ثالثة.
لو أنك لم ترحل عند الفجر
ولم تغادر
كضوء خافت
يزحف في الممشى..
لو أنك كنت أقل نبلًا
بما يكفي
لأن تختبيء
كلما سمعت دويًا
أو صراخًا
بدلًا من أن تطل
من كل النوافذ والخنادق
بقلب ممدود للرصاص
كأنه مطرٌ خفيف..
لو أنك كنت أقل تعبًا
بما يكفي
لأن تمشي عمرًا كاملًا
دون أن تغريك الأرصفة
باستراحاتها القصيرة
التي لا تكفي
منفيًا مثلك
لأن يسترد حتى،
أنفاسه..
لو أنك لم تحب البلاد كما يجب
لو أنك لم تحب البلاد..
أو لو أنك كنت تحبها،
لكن أقل
بما يكفي
لئلا تنتحر
برصاصة في القلب
في أحد المنافي.
لو أنك كنت أقل زهدًا
كيلا تقول:
شكرناك على الرصاص
مثلما شكرناك على المطر
امنحنا خوفنا القديم
كأن نعود إلى المنزل
متأخرين قليلًا
وظل غريب..
يتبعنا.
نحب أحزاننا الكبرى ولكن
امنحنا حزننا القديم
وتعبنا القديم
وخوفنا القديم.
نشكرك على المنافي الخضراء
ولكن،
نريد بلادنا اليابسة
وخبزنا اليابس..
نريد بلادنا ولو كانت يابسة.
نشكرك على الشبع،
ولكننا
نريد جوعنا القديم
وخبزنا اليابس.
لو أن نومك كان اثقل قليلًا
كي لا تصحو عند الفجر
ونحن نيام،
نربي حلمنا الوحيد.
لو أنك انتظرت قليلًا
حتى تشرق الشمس
ويخمد حزن البارحة
لو أنك غنيت لقلبك
حتى ينام.
وقلت:
نشكرك على المنافي والبلاد
وأرضك الواسعة.
لو أنك لم ترحل عند الفجر
مثل نور خافت في الممشى
لتموت
برصاصة في القلب،
وأنت تقول:
أشكرك على المنفى
ولكن،
أريد بلدي القديم.
نص: آلاء حسانين 28 فبراير 2016.
صوت: محمد الشموتي أكتوبر 2016