سأمرُّ وحيدةً كحدِّ الرُّمحِ – دعد حداد

أنا من حمل الزهور إلى قبرها: أنا ابنة الشيطان..

أنا ابنة هذهِ الليلة المَجنُونة..

ابنةُ وعيي..

وصديقي.. أنا

أنا أكثر الناسِ عتقاً..

أنا خَمري في شراييني..

أنا من تحملُ الزهورَ إلى قبرها،

وتبكي.. من شدَّة الشعر،


أعلى حيائي تُبنى القصور،

يُتنزَّه.. في دمائي،

وزهورُ شقائق النعمان،

تخطفُ من حقلي شرودي..

هذي الوسائدُ.. للوصيفات،

وتلكَ أحجاري.. المَسروقة،

وسكاكيني يُجفلُ منها،

ومن عيوني يهطلُ المطر،

والعالمُ.. داري..

أغمضوا.. أعينكم،

سأمرُّ وحيدةً،

كَحدِّ الرُّمحِ…

حين هطولِ.. دموعكُم..


قبري

ثلاثة أطفال..

يَحفرون قَبري في الثَّلج.

الوحدة والحزن والحرية..

ثلاثة أطفال.. أبرياء..

إنّهم حُمر الوجوه من التعب ..

ومن الشوق لدَفني..

ثلاثة أطفال..

الوحدة والحزن والحرية

تحت وابل المطر .. أو الثلج

يَحفرون..

إنَّهم يَحفرون بعمق، والثلج..

عميق.. عميق.. عميق..

بحيَّرة مَنسيَّة.


من؟

وضعتُ يَدي فوق الدفتر.

وبكيتُ..

من سيَقرأ هذه الكلمات السريعة.. ؟!

ونحن..

والموتُ..

القريبُ..

من سيفهم دفق الشُّعور،

وتراكم وتراكب الصور..

المُتلاحقة كأمواج البحر؟!

من سيُضنيه فراقنا؟..

ومن سيُضنيه الألم

لموتنا؟!


*نص: دعد حداد
*من: الأعمال الشعرية الكاملة: أنا التي تبكي من شدَّة الشعر – دار التكوين

زر الذهاب إلى الأعلى