كلُّ الأبواب شبابيك
وكلُّ الشبابيك جدران
وكلُّ جدارٍ يؤدي إلى نفسه
مرات عديدة
أتربَّع داخل الجدار
يتكرر الجدار داخلي
أحرق سيجارة في رئتيّ
أُطفئها في كفي اليسرى
فيعبر أثرها جسدي بازغاً في روحي
كبقعةِ حبرٍ أزرق
تركتُه يدٌ يتمدّد بحريَّةٍ وحيرةٍ تُفكّر في نهايةٍ ما
يتكرّر الجدار داخلي
وأكرر خيالاتي الراكضة في حقول الذرة البعيدة
ينتشر الأصفر فيّ فأضيء
يحاصرني كسؤالٍ عابث فأضيع في حدوده
أرتفع وأهوي
تسقط روحي في الحقل فيسحقها حذاءُ مُستأجَرٍ بائس
يتكرر الجدار داخلي
وتركض خيالاتي فيّ فألهث
ثمة قصيدة تقاوم في رأسي
تتفتح وتنغلق بتوالٍ بطيء مؤلم
تنطح الجدار بحوافها الحادَّة فتنكسر
وعبر ثقب وُجد صدفةً وخطأ
تلسعها الشمس مرة ويتسرب الماء إليها غير مرة
هل تحترق أم تسيل؟
يتكرر الجدار داخلي
أمتطي ظهره وأجري في تكراره
أعيد الدخول فيه وأعيد الخروج
أعيدني وأعيده
أجري من تحتي، من فوقي، من جانبيّ
أجري من خلالي، مني وإلي
ولا أصل إلى شيء
أسقط في الجدار محملقة في ورطة علوقنا
وكلّما نقضته أقام نفسه
أعادها وأعادني
دون فكرة واضحة للخلاص.
*نص: ندى أبولو