لماذا لا توجد امرأة نَبيَّة؟ – رسل قاسم الموسوي

على شُرفة سطحٍ عراقيّ..
حيث كلّ شيء منخفض من هذه الزاوية
مع اضطراب في الجهاز الهضمي
احمرار في الرأس، وتورّم في القدم..
الشارع بقامة قصيرة هنا..
شجرة تنوح هناك
مصلوبة جذوعها كالمسيح..
صراخ تحت هذه الصخرة
هل يتصفّحنا الله كما نتصفّح الفيسبوك؟!


أنا هنا قصيدة
كلّ كلمة فيّ شيء من أسلافي عَدَاي
أذني صراخ جدّي مُحسن في ثورة العشرين..
يداي شرستان كمنجلٍ في بساتين المشخاب..
وأصابعي فم انخيدونا..
واجهتي الأمامية تومض باتّجاه معاكس للخلف
مثل قريش
ولا حقّ لي بينهم أن أعاتب


سواك..
الأشياء المكتومة مكمومة
من ذا يرى الظلّ الذي تخلفه ورقة نبتة
حتى يدرك أنّها
تصنع معروفًا لنملة هاربة على أقلّ تقدير؟
أو تشرح ضرورة الاحتضان؟
جرّبت أن أضع إصبعي يومًا تحتها
وأتخيّل أنّني هذه الإصبع الهاربة من قبضة يد محكوم بسجن مؤبد، وأشكرها بالمأوى
أنا ابنة الأشياء غير المقصودة
برغم أنّني لا أثق بالمصادفات
بالطريقة نفسها التي لا أثق فيها بالمعروف..
لا شيء أكثر يا ربّي
يسمّونه كفرًا هذا الذي أعاتبكَ به..
الكفر أن يكون كلّ جسدي
باستثناء فمي
أدرك أنّ كلّ الأعضاء مهمتها إيهام المعنى
للوهلة الأولى
أتساءل دائمًا..
لماذا لا توجد امرأة نبية على أقلّ تقدير
نبية، نبية، نبية
أترى أنّ تاء التأنيث تجيد حضن أنبائك!
أما زال فمك ممتلئًا؟!
لا أريد آية القوارير أرجوك
ولا تكرمني بسورة النساء..
لم نجد أحدًا يضع السكّين في صدره
أدرك أن الجوانب بعد الاجتياز
تقتل أكثر من المقدمات
أريد أن ألتقي بك وأنا أحيض
وبطني ممتلئ
وأقدامي منفرجة
رأسي معصوب ووجهي أسمر
وأطرافي كالقصب
ثم إنّي أجيد مهارة التفاوض بالفطرة
امتلأتُ من كوني
ساعي بريد بلا أجرة..
أريد خمرة ذات نشوة
بلا هذيان..
أريد رفضًا عصيًّا بلا طوفان..
أريد حديثًا بلا ذاكرة
عكس ما تفعل الجدران..
مرنة “نون” الكسوة
إلى حدّ الاجتياز السريع لو خذلتني رسالتي
أم إنّك تحتاط أن أعبر من بين أصابعك؟!
وأوقظ معي أحبّ الأشياء
المكلّلة بالعظمة..
السماوات والجنة والأيام الستة
وكلّهن يملكن تاء السخرية!



*نص: رسل قاسم الموسوي

زر الذهاب إلى الأعلى