بدونكِ كيف سأتقبل الحياة؟ – وائل عقيلة

بدونكِ كيف سأتقبل الحياة؟ لن أقول إن الأكسجين لن يفيد لكي يبقيني على قيد الحياة، لن أقول أنني سأرمي بنفسي من أعلى مباني المدينة البائسة، لكنني سأعيش بدونكِ الآن.. فكيف ستكون الحياة من بعدكِ؟ لقد عشتُ معكِ ورأيتُ فيكِ ما لم يره مانغويل في الكتب، كان مانغويل يرى أن قراءة الكتب قد أعطته مبرراً للعزلة، لم تعطِني أنتِ مبرراً للعزلة بل مبرراً لكي أحيا الحياة التي لطالما رغبتها. لا يمكن لأيّ أحدٍ أن يفهم ما مدى ارتباطي بكِ، ومَدى روعة أن يكون معنى حياتي متعلّق بكِ. ما معنى الحياة دونكِ؟ ما معنى أن يعيش الإنسان بلا حبٍ أيقظهُ من سباتهِ العميق؟ قال سراج الورفلي: “المرأة التي تغوصُ في التفاصيل أكثر ستُرجع له شيئاً فشيئاً ذاكرته.. ويعود لتدقّ في رأسه طبول الحرب..فيشتاق إلى همجيتهِ، وإلى هدفه الأسمى.. وهو الركض بلا وجهة في غابةِ العالم”.

أنتِ لستِ تماماً من هذا النوع، صحيح أنكِ تميلين إلى تقدير التفاصيل وترينها متعة العالم، لكن معكِ لم أركض بلا وجهةٍ في غابةِ العالم، بل على العكس رأيتُ فيكِ تلكَ المرأة التي يصلح قلبها لينصب فيه الرجل خيمةَ ترحالهِ، وتتحول بذلك الخيمة إلى مأوى في موطن صالح لكي أتقبل فيه نفسي. المرأة التي تعتبر من الطبيعي أن يبدو الرجل في بعض الأوقات نهراً حزيناً. أنا كذلك فعلاً، لكن حزني بلا معنى لو أنَّني تحدثتُ عنه مع غيركِ.

يمكن أن يكشف الحب معكِ عن أسرارهِ المثيرة، يمكن أن أنظر إليكِ بشغفٍ كما ينظرُ عالم آثارٍ إلى حائطٍ فرعونيّ عتيق. من حبي لكِ أتجاوز الخطوط الحمراء كما فعلها ليغوسي الذئب حينما وقع في حب أرنبة ناصعة البياض، لم يتقبل مجتمع الحيوانات أن يقع كائن مفترس في حب كائن رقيق وضعيف. عندما نقع في الحب لا يهمنا حينها ما رأي المجتمع تجاهنا، ما يهمني هو أن أعيش مراراً وتكراراً تلكَ اللحظة التي تغمرنا فيها شمس الغروب بينما نتبادل أطراف الحديثِ عن أمورٍ تافهةٍ وبلا مَعنى تُضيف لحياتي معنى.

*نص: وائل عقيلة

زر الذهاب إلى الأعلى