”أنا غارقٌ، أنا استسلم“.
أن تكون غارق هي موجة ُمن الفناء، تؤثر على المحب باليأس أو الرضا.
أحيانًا أجد نفسي أتوق لأكون غارق بين المصيبة والرفاهية. هذا الصباح (في البلدة) المناخ خفيف المَذاق، ملبدٌ بالغيوم. إنني أعاني من بعض الحالات، فكرة الانتحار حدثت لي، نقية من أي استياء وغيظ (بلا ابتزاز أحد) فكرة خالية من النكهة، تُنبهني بلا شيء، تكسر لا شيء، تطابق لون صمت وعزلة هذا الصباح.
يوم آخر،
ننتظر القارب عند البحيرةِ،
من السعادة.
تحت المطر،
هذه المرة،
موجة الفناء ذاتها،
عبرتني.
هذا ما يحدث احيانًا،
دون أي اضطراب معين،
ولا أي رثاء.
البؤس والبهجة، يبلعانني
أنا منحلٌ دون تقطيعي
أنا اسقط، انا اتدفق انا اذوبُ.
ومثل هذه الأفكار__تنخدش، تُلمس وتختبر (بالطريقة التي تتحسس بها قدمك الماء) تظهر ثانيةً دون شيء مهيب.
بهذه الدَماثة بالتحديد.
ازمة الابتلاع يمكن أن تأتى من جرح، بل ومن الانصهار ايضًا : نموت سويًا في حُب بعضنا: موت مفتوحٌ مخفف إلى أثير، موتٌ مغلق لمقبرة مشتركة.الابتلاع لحظة تنويم مغنطيسي، وظيفةٌ مقترحة، تقودني أن اتلاشى دون أن أقتل نفسي. من حيث، ربما، لُطف الهاوية: ليس لدي مسؤولية هنا، حيث( فعل الموتِ) ليس شأني: أودعت نفسي، وسلمتها (لمن؟) للإله، للطبيعة، لكل شيء، ماعدا بعضنا.
من أجل ذلك، في المناسبات التي أكون فيها غارقًا، هذا لأن لم يعد لدي مكان في أي مكان، حتى في الموت. وصورة الآخر، التي التصقت بها، والتي عشت عليها، لم تعد موجودة. إنها كارثة غير ذي جدوى قد تبدو أنها محت الصورة للأبد، وأحيانًا سعادة مفرطة مكنتني ان أتوحد مع الصورة: في أي حالة، منقطعة أو منحلة، ذائبة أو منفصلة، أنا وذاتي لا نجتمع في أي مكان معًا: في مواجهة، ولا أنتِ ولا أنا ، ولا الموت، ولا أي شيء آخر خاطبته.
بغرابة، إنه أقصى فعل للفناء في تشكيل صورة المحب، نتيجة لإزاحتها أو التعرف عليهاــ أحيانًا يحدث سقوط تشكيل الصورة لفترة قصيرة من التذبذب، أفقد كياني كمُحب: في صباح متكلف، دون عمل لأفعله: شيئا أقرب للامكان.
في حب الموت” هي مبالغة كما قال كيتس” الموت تحرر من الموت، راودني تخيلًا ما (نزيف خفيف لا يتدفق من أي مكان محدد في جسدي، غشاوة تدريجية، بحيث يكون لدي الوقت لأخفف من معاناتي دون أن أموت” وبشكل زائف أعلق في مفهوم الموت. (مُزيف بالطريقة التي يزور بها مفتاحٍ بتغليفه) أتخيل ولادة الموت بالقرب مني، وأتخيل ذلك وفقًا لمنطق غير مخطط له. أنجرف إلى خارج القتال المزدوج الذي يربط الحياة والموت بمعارضتهم لبعضهم البعض.
البحث عن صباح، بعد مساءًا صعبًا، إكس كان يشرح بعناية للغاية، صوته كان مضبوطًا، جُمله مكونة بشكل جيد، بعيدةً عن أي شيء يصعب تفسيره. حيث أنه في بعض الاحيان يتوق إلى الإغماء، نادمًا على عدم قدرته على الاختفاء متى شاء. كلماته كانت تقول أنه كان يقصد الاستسلام لضعفه بأن لا يقاوم الجروح التي قذفها العالم في وجهه. ولكن في نفس الوقت يستبدل القوة الفاشلة بقوة أخرى وأفترض أن تجاه وضد كل شيء، إنكار من الشجاعة ومن ثمّ إنكارٌ للأخلاق، هذا ما كان يقوله صوت إكس.
سارتر: الإغماء والغضب مراوغاتٌ كالعواطف.
ترستان : في الهاوية المقدسة من الاثير اللانهائي، في روحك المتسامية اتساع بلاحدودية. من كتاب “عُزلة الموت” أنا أغرق، أنا غارق وغير واعٍ، آهٍ ياللنعم!