لا توغلي في المعاني
لا توغلي في المساء
هذا النهار المتحامل
هو على وهلةٍ
لينهمرَ عليكِ
ويشتل دوار الشمس
لقامتكِ…..
لا توغلي
في المساء
هو على وهلةٍ
هذا النهار المتحامل
قد يشيح
ويسحب بهجة نوره
عن قمحكِ
قد يشيح ثانية
ويحصد ذهبه من شعركِ…..
***
لا توغلي في الحِداد
هذا الأزرق الحزين
في عينيكِ
هو على وهلة
ليقتل نفسه
وينسكب غير مغسولٍ
على وجهكِ.
الأزرق حزين
وهو على وهلة
فلا تمعني في الحداد
***
لا توغلي في الرحيل
دفء البكاء هذا
في حنجرتي
على وهلة……..
لا تنبشي ترابي
إن كنتِ لا تشعرين بالبرد
لاتنبشي ترابي
أخاف أن أنطفئ
أخاف
أن تبرد يداكِ عني
ولا أشتعل من جديد…..
إن لم تكوني راحلةً
لا تنبشي رمادي
لا تقلبي فنجاني
قد لا أكون قابلاً للقراءة
وقد تستعصي عليكِ
دروب الطالع
فلا تعودين……
إن كنتِ لا تنشدين موتي
إن كنتِ لا تصدقين
إني كنتُ تراباً
إني صرتُ تراباً
لا تنبشي ترابي
أخاف
إنه أنا…….
للثلج والجليد
حين الصيف لا يزال ريانَ
لا أدري كيف كدتُ أنسى
أنت تذكرين
كان الصيف لا يزال ريانَ
والليل على أبواب المدينة
يقف متعباً على قدميه
على كل حال كانت تلك الليلة
هي الأخيرة
الآن أتذكر
أيام الصيف تلك، الريانة
كم كانت طويلة
لا أدري كيف كدتُ أن أنسى
آنذاك
كان مجانينكِ ومنذ المساء
هائمين في الأزقة
يوزعون خطاياكِ على مساجد المدينة
ومنذ المساء لم تتوقفي عن خلخلة الهواء
أماسي الصيف الريانة تلك
كم كانت حارة
أنتِ تذكرين تلك الليلة
كنتُ خائفاً
وأقول:
يا مجنونة
الصيف لا يزال ريانَ
ومجانينكِ تخدروا على أبواب المساجد
اتركي هذه الليلة بلا خطايا
كي ترحل عن المدينة
لكن
الليلة ذاتها كانت قد أتت
كالحة ومثقلة بالخطايا
الآن أتذكر
كيف هفهف ثوبكِ الشفاف
كورقة من دخان
واختفى….
ولمع جسدكِ بالملح والعتمة
كنهر فضةٍ
من أواخر الصيف
نهداك بالثلج والجليد
طيّرا ألف فراشةٍ
من بين أصابعي
أنتِ تذكرين
كيف في حضنكِ
ارتعشتُ
انهمرتُ
استحلت ماءً أخضرَ
واندلقت
على حقول البابونج.
ليلةٌ فضة
لو كنتُ أعلم أن عصافيركِ باتت تطير
ما أحصيتُ أزراركِ
لو كنت أعلم أن أزاراكِ خفيفة الوسن
ما طيّرتُ الفراشات عن أساوركِ
وأصلاً
لو كنتُ أعلم أن هذه الليلة طويلةٌ هكذا
لما صَلَيتُ نفسي
منذ المساء
***
ريحٌ أنثى
غير مبالية بكلام ربها
ظلت تتلاعب بشعركِ
أطفئي الأنوار كلها
إلا ضوئيكِ
ابتداءً منهما
سأبحث عن سبيلي
بنفسي
***
لم ينم نهداكِ
لفرط حيائهما
هي المرة الأولى
التي يستندان فيها إلى مخدة عارية
ولحافي
أضناه السهر
هي مَرَّتُه الأولى
التي يفتح فيها صدره
لأنين أنثى
ها سفينتي تلج مياهكِ المالحة
إن وصلتُ شواطئ الجزيرة
لا تنسي
أزيحي سمكتيكِ الفضيتين عن النبع
ليغتسل بحّاري للمرة الأخيرة
قبل طلوع الفجر
في مياهكِ الحلوة.
***
كلما علت موجة شهوتكِ
تسيل النجوم إلى أصابعي
من نهديك الأملسين
حين تنحسر
تختمر قطرة حليبي
على أنينكِ.
***
صَلاهُ الظمأ بين يديكِ
دعيه
ليلهو في النبع
قليلاً
***
كنتُ أقول لكِ:
لا تتركي أصابعكِ المشاغبة
تسبر مغاوري.
كنتِ تقولين:
من يوقظ المَرَدة
يعرف في أي مهدٍ
يهدهدها.
*نص: كمال نجم
*ترجمة عن الكردية: خلات أحمد