موتي سيجيءُ يوماً
بربيعٍ مضيءٍ من أمواجِ الضوءِ
في شتاءٍ مغبرٍ وبعيدٍ
أو في خريفٍ فائضٍ باللهيبِ والصراخ
موتي سيجيءُ يوماً..
يوماً من هذه الأيام المُرَّةِ أو الحلوةِ
يوماً فارغاً كهذه الأيام..
ظلَّ من الأمسِ أو الغد
عيني ممرَّاتٌ ضيِّقة
وجنتي كالمَرمرِ الباردِ
فجأةً.. حلمٌ ما سيأخذني
وسأفرغُ من الصراخِ المؤلم
تزحفُ يدي ببطءٍ على الدفترِ..
فارغةً من سحر الشعرِ
يوماً ما كان يدبُ بي دمُ الشعرِ
التربةُ كلَّ حينٍ تجرُّني إليها
تُريدُ أن تَضعني فيها
آهٍ.. رُبَّما العُشَّاق في مُنتصفِ الليلِ..
سيضعونَ الوردَ على قبري
مِن بَعدي -فجأةً- ستُزاحُ الستائر المُظلمة
وعيونٌ غريبةٌ تزحفُ على أوراقي ودفاتري
وفي غرفتي الصغيرة سيأتون
مِن بَعدي غريبٌ سيَتذكرُني
وستبقى مني خصلةُ شَعرٍ ومشطٌ
سأرحلُ ومنِّي سيبقى الخرابُ
روحي كشراعِ زورقٍ
في الأفقِ ستغيبُ
وستمرُّ الأيَّامُ والأسابيعُ والشهورُ
عينُكَ بانتظار رسالةٍ
ستُحدِّقُ على الطُرقِ
لكنَّ جسدي الباردَ سيضغطُ عليه التُراب
بعيداً عنكَ وعن دقَّاتِ قلبكَ..
سيتعفَّنُ قلبي تحت التُراب
منِ بعدِ اسمي.. سيغسلهُ المطرُ
بهدوءٍ من فوق صخرةِ القبرِ
قبري سيظلُّ دونَ اسمٍ في الطريق
فارغاً من خرافةِ الاسمِ والعار.
ترجمة: مريم العطَّار
من ديوان: (العصيان) – فروغ فرخزاد الأعمال الشعرية الكاملة
2٬248 دقيقة واحدة