أحبُّ يومي لكنَّني أخافُّ الأيام (مختارات فارسية) – ترجمة: مريم العطار

الطاولة المستديرة

الجميعُ كانوا حاضرين:
أنا، الموتُ، الصمتُ
الانطفاءُ والنسيانُ ..
اجتمعنا حول طاولةٍ قديمةٍ
تحاورنا مع مَلاكٍ غائبٍ
انتهتِ الجلسةُ
عندما أغلقنا البابَ
وصلنا جميعنا إلى نتيجةٍ واحدة: الصمتُ
دائماً، لديه أعمال أهم من الصُّراخ،
لهذا أنا صامتٌ.

قلب

ليلى وراءَ النافذةِ
وقلبي
في صدري يتمشّى
الجوابُ كان جُملةً من كلمتَين:
نعم، لكل ما لم يكُن،
وكلا، لكلِّ ما هو مُتاحٌ!
منذُ ذلك اليومَ
الذي مَضَى عليه أربعة عشر عاماً،
ليلى تتكئ على أريكةٍ
وقلبي
ما يزالُ يَتَمشَّى في صَدري.

التَّداعي

أنا مريضٌ
وأكتبُ الشّعرَ
لا تضغطي زرَّ الجرسِ
دفاتري تمتلئُ بصرخاتِ سيارةِ الإسعافِ
ويموتُ شخصٌ ما،

بينَ كلماتي.

المُغرَى

علماءُ الآثارِ عَثَروا في سريري
على جسد رَجُلٍ
من العصرٍ الحجري
كان يحملُ زهرةً بسبعِ أوراق
كانوا يستفسرونَ عبثاً
لم يفهموا لُغتي
أرادوا أن يأخذوه
إلى متحف الأنثروبولوجيا
هو أخَذَ شكل سريري
كان من المقرَّر أن لا يتسرَّب هذا الخبرُ
لكنّه ماتَ وعظامُه بين الشراشفِ
تحولتْ إلى دقيقٍ.

مرحباً

مرحباً أيُّها العالم
أيُّها الضجر اللامنتهي!

مرحباً سارقَ تَبغي
وسارقَ دميةِ ابنتي ذاتَ العينِ الواحدةِ

مرحباً قاتلَ أخي ..
مرحباً أيها الضيف المفاجئ
مرحباً أيُّها الإرهاقُ للقمةِ عيشٍ لا ينتهي

حذاءٌ
لونٌ
مرحباً أيها العجزُ
أيها القحطُ
مرحباً يا عرَقَ الخجلِ
مرحباً أيها العالمُ
أيها الضجرُ اللامنتهي!

مقاطع

-عيناك زهرةُ عبّاد شمسٍ
إلى أيِّ جهةٍ تستديرُ
هناك الله!

-غير حضورك
لا شيء في العالم الكبيرِ
أخذتُهُ على محملِ الجدِّ، حتى الحبّ!

-تعالَ بقطارٍ إلى الجنوبِ
هناك،
أينما وجدتَ زهرةَ الأقحوانِ
أنا هناك.

-لستُ على ما يرام
أشعرُ بخسارةٍ فادحةٍ
من الزمنِ،
من الحياةِ،
مِن،
ليسَ الحديثُ عن شخصٍ واحدٍ
لا أعرفُ،
أشعرُ أنَّ مفردةَ الأبدِ سحرتْ عيونَ
عصفورِ ذاتي.

خوف

أحبُّ الحياةَ، أخافُ تكرارها
أحبُّ الدينَ، أخافُ الكهنة
أحبُّ القانون، أخافُ الحرَّاس
أحبُّ الحبَّ، أخافُ النساء!
أحبُّ الأطفالَ، أخافُ المرايا
أحبُّ التحية.. أخافُ لساني!
(أنا أخافُ .. إذن أنا موجود)
هكذا يمُّر يومي وأيامي
أنا أحبُّ يومي
لكنّني، أخافُ الأيام.




*نصوص: هومن هويدا ، سارا محمدي، حسين بناهى
*ترجمة: مريم العطار

زر الذهاب إلى الأعلى