يا ربَّ اللحْم ويا رب النوم ويا رب الراحة
يا ربَّ حبيبتي
خلِّ إصبعكَ الصغير بُوصلتي
السماءُ وسيعة وأنا قليل
كُن قريبًا على بُعدك العالي
كالحلم الذي يهدهد نومتي ويهشُّ على الكابوس
يا يدَ الأم التي تعدل رأس الرضيع
**
في الصلوَاتِ يسبَح
يطرطش الماء بالذنوب
يخطئ في الشواطئ
تغويه الملائكة المتشمسات هناك عرايا
ويأخذ من وجوه النجوم على المياه مرايا
يضحَكُ وحدَه ولا يبكي
إلا حيث خطَّ على الرملِ شطرًا
تمحوه موجَةٌ
ويتغرغر بهِ البحر إلى الأبد صلاةً
لا يملكُ منها بعد ذلك في السباحة
إلا قولَ: آمين!
**
تتلوَّى مثل أفعى في ارتقاء الأكف إلى الله عبر الجسدينِ
تتأوَّهُ فيرتدُّ صدى الآهة بين السماءين السابعة والثامنة
نغمةً حرّاقةً
تجعل الكروبيينَ يطالبون بفتح أنهار الجنة كي يبلوا ريقهم
تمرُّدٌ في السماء
والله يضحكُ
تُصلّي تحت الدوش على غير قِبلة
فتتطهّر المجاري تحت الأرض وتتناقش الفئران هناك
مع الصراصير حول مسائل اللاهوت
تكشف وجهها بخشُوع الدعوَات في الصلاةِ
ثُمَّ ترفلُ الاستجابة في ريش الطاووس وهي تتنزّلُ
منَ السمواتِ كدَرَجات القصور
تتلوّى حتى تنام على نفسِها باكيةً
والاستجابة تصل تحت سريرها وتربض مثل قط
في انتظار اللحظة المناسبة..
**
هبني من نفْسي ما فيها منكَ يا ربُّ
طيِّرني في الطين
امنحني حجرَ الشعراء تحت لساني ولو كان حصاةً
اجعل لي خدمًا من الطير وجواريَ من النمل وأصدقاءَ من الجبال
خلِّ النار مائي
وليكن مائي من كلام حبيبتي
يا رب حاتم الطائي ارسل إليَّ دعوةً للعشاء على حصانكَ
لقمةٌ معك تُغني عن وليمةٍ
يصيرُ في أمعائي شياطين طيبين
ولا أذهب إلى الحمّام
يا ربَّ الدوائرِ امْحُ زوايايَ الحادّة
اجعل من ظني نهرَ يقينٍ
اشربني على عِلّاتي وتلوّثي حينَ أموتُ
يا ربَّ السهروردي اجعلني خيطًا في الإشراقِ
**
كُنتَ تغطس في الماءِ
وتروح مع الريحِ
وتصيحُ برفقة النار
وتسعل في الترابِ
واللهُ نظَّفكَ من كل هذا ووضعكَ في الغيمةِ
ثم صبَّكَ في المطرِ
لا لأنك المتنسِّكُ ولا التوَّابُ
بل لأنكَ في مزاج الليل العصبيِّ مسحتَ خدَّ الظلمةِ
إذ رفعتَ كفيكَ وناديتَ من يُصرَخُ عليه طلبًا للنجدة
بالهمَسَاتِ والنشيج الأحلى من الضحكة
**
لم تعد تتلوّى بعدما انقضَّ عليها قط الاستجابةِ
لأنها صارت ماءً
يسعى خلفها العطشُ
والجفافُ
والسدودُ
بينما هي ترمحُ أمامهم مثل غزالة
جذلانة
والذين في السماء يشاهدون رائقينَ..
**
كُن حبيبي
يا ربَّ حبيبتي!
*نص: سلطان محمد