أقفُ تحت شجرة مِن الأيدي الجائعة
لا
أقفُ تحت لا شيء
أمضي إلى عُزلة
فارغة ومُطلقة
أقطعُ الصَّحراء ميلاً ميلاً
وآخِر مدينة
تركتُها خلفي مُنذ زمن
أمضي إلى شكٍّ كبير
أمضي إلى شكٍّ
يُزيحه شكٌّ أكبر.
لِمَ أقفُ صامتًا ولي فم
لِمَ أقفُ ساكنًا ولي قدمان
لِمَ لا أنظرُ ولي عينان
لِمَ لا أصرخُ وأنا غارقٌ في هذه التَّعاسة
لأنَّي مِن حجر.
هُناك شيء لا يُمكنني الوُصول إليه
لا أعرفُ ما هُو
أمدُّ يدي إليه
هواء هواء هواء
ما الَّذي تبحثُ عنه في السَّماء؟
أبحثُ عن صُورة نجمة لا وجود لها.
عليَّ الوُصول إلى العتمة
على الجانب الآخر
بعينيَّ الاثنتيْن
لكنْ مَنْ بوسعه
أنْ يرى الفرق
بين العتمة والخُضرة؟
مَن يُوجد ومَن لا يُوجد
الآن
تعيشُ الغابة
يُمكن التَّعرُّف إلى رائحتها
وسْط اللَّيل
الرِّيح يصفر فيكَ
فينا
هُنا كُلُّ ما تحتاج إليه
أرقدُ هنا
على الظَّهر
أشمُّ رائحة التَّوابل
الآتية مِن المومياءات
في الأعالي
على الجدار
يأتي الضّوء
مِن أحد الأيَّام
مِن أحد القُرون الغابرة.
إنْ كنتُ ميتًا
ما كان لي الآن
أنْ أعيش
مساء صيفيّ
ضوء يأتي مِن لا مكان.
هذا اليوم
ثمَّة تغيير طفيف
سيأتون
وسيُزيِّنونكَ بالصَّمت
لحظة الغداء
في الجحيم
الطُّيور تُغرِّد كالعادة
سأُسافر
إلى أريدو
وأُزيِّن جراري المكسورة
بصُورة حمراء لقرن الماعز
سأُسافر إلى أريدو
وأتزوَّجُ مِن ابنةِ الصَّائغ الميِّتة
وأجلسُ على عتبة الباب
مساءً
وأسمعُ ضحكة الجار
والذُّباب المفقوس حديثًا
حول وهج قنديل الزَّيت
نعم، الآن
أرى فجأة
شجرة الكستناء
في العتمة، تُفكِّر بالزُّهور البيض:
نحن تُراب.