همهماتٌ مسروقة من الوقت ونصوص أخرى – فواز السلامة

قسم:
أشخاص:
بلدان:

شاهد الشغف الكذاب

أنا مفتاح غربة كل مسكين

يطوي البوح بي

و يرتمي فوق أشلاء الذعر

و دفء مستكين

لا تهرول خوفا أخي

أنا مثلك .. دمع نسته الأرض كثيبا

و ترسب نحيبا 

فوق الشغف المزور

 الميت بعد حين

تفنى أساطير اليومي بي

ضحكاً .. خوفا .. زمهريراً 

و أبقى شاهدا أخيرا 

فوق قبور المخدوعين 

***

همهمات مسروقة من الوقت

نبالةُ شعور ..

و قلبٌ غضُّ .. شفيعُه الصدقُ

و ناصيته الغرور

كليم الذات ..

بعيد المراسي

باطنه الرحب خليل الأماسي

و ترانيمه مفتاح عبور

في تفاصيل يقظته حلم

و لرقدته صحو بأمانيه كفور

يتلمس بين الأعالي سهلاً

واقعاً ضحلاً ..

زاده ابتزاز أقدار

و بين جنباته شغف مهجور

***

البحث عن ذاكرة ما 

كفيف يتلمس ذكرى

كظمآن ينشد المطر

ككمان قديم مغبر

يتوسل أنامل تحييه

لحناً في وتر

و أغنية على شفاه جميلة

ترسم إحساساً ولى .. بصاحبه كفر

صار رفيقاً للقمر

حرف يدونه

و همس عتقته ذاكرة خجلى

و بقايا طيوف تسامر السهر

***

روحٌ تصفُ ذاتها

سكنتِ بقايا صروح القمر

و خلدت من قد جفاه القدر

بحرف سما حزنه و الفرح

ففيه النذير و ما قد عبر

تجليت من كأس خوف الغريب

لتروين صمتاً فصيح الأثر

بنور يغني أما من حياة

و حزن نفى طيف حب غمر

دروبك ملأى بكل شعور

ففيك الحبور و فيك الكدر

سميرة كون حوى كل شيء

نظيرته باختلاف الصور

جمعتي السكون و مر النحيب

كأرض تضم صنوف الثمر

***

رحيق الخيبات

الجمال يكمن في البدايات

يا صاحبي الفطن الذي أروي به الأبد بحلم

بنشيد كاهن ..

بنحيب مكلوم أمام رفات

بتغن يعلو السموات

بسراب رواء يمسح موتي

و ينهي مهزلة النهايات

ذات حظوة آت ..

ذات نحيب آت ..

ذات موت آت ..

يا وجع الكلمة الحاني

يا صمت الأزل المداوي

يا رحيق الخيبات ..

***

اللحظة حرفًا

أنا لحظة لن تمر عفواً بعين الدهر

و لن تبقى حبيسة صدر

سراب الحزن سيمضي 

و عين الحرف بما أبقي ستقر

ستخلد كالسنا عنواناً و عزاء

و إن دفنت تمضي شهيداً و فداء

و إن سعد المجد

سيشرف معها بلقاء 

إن صام أمسي و غدي فله ذلك

قد باح حرفي و سرى جسد لهالك

في ليله يسمو شهاب

هو جذوة القدر الحالك

يا شمعة الروح اسهري

و ترفعي جليلة كالمشتري

قد صان قدرك لائذ

بسنين عمره يشتري

***

عالمٌ موازٍ

بكاء طفل رضيع

حبوه 

تمتماته الغير مفهومة و عشقه للعق الأصابع

إشارات خوف و تحد و رغبة و تواصل 

كلها تستشف عالماً آخر موازياً ليس له عمر محسوس

فهو لا ينمو مع الزمن .. بل معك

يصغي إليك و تصغي إليه 

و تتجشم عناء تشكيله ليظهر كبكاء رضيع

و حبوه 

و تمتماته

و لعقه لأصبعه

حتى لحظة البلوغ التي سيسرح فيها فوق كل الآلام

ضاحكاً من طفولته و لها

و حانياً على الرضع المكابدين آلام وجودهم الجديد

و عارفاً مساحتة المحدودة في أنفس .. 

و الممتدة للا نهاية في أخرى

متسامحاً مع كل ما كان يجهل .. مشرفاً بثقة على ما يخفى 

متصالحاً و زاجراً مع رفيقه المادي بهناته و ضعفه .. و لحظات صعوده و تلاشيه 

كل ذلك في لازمن .. سوى زمنك أنت ..

________

نصوص: فواز السلامة – السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى