سوزان غيلبرت – رسالة مفتوحة إلى أشخاص بالكاد أعرفهم

أشخاص:
بلدان:

عزيزي الذي تقرأ هذه الرسالة،

إذا وجدت نفسك في القائمة أدناه، أتمنى منك أن تراجع رغبتك الدائمة لحضن كل من تراه.

صديق صديقي:

صديقُ صديقي الذي التقيته لمرة واحدة، والتقيته الآن بالصدفة في حفلة أخرى:
محادثة واحدة عن الطقس وعن فيلم قديم صدف أن شاهدناه، لا تعني أننا وصلنا إلى مرحلة تبادل الأحضان. أو حتى معرفتنا لبعضنا، أو حقيقة أنني معجبة بك بعض الشيء. أتعلم؟ لقد كذبت عليك. لا أحب الأيام الممطرة. إنها كئيبة. وأكره ذلك الفيلم. أسنان جوليا روبرتس كبيرة جدًا، وتذكرني بالحصان. وذات مرة قام حصان بعضّي. لا أمزح. لقد فعلها وعضّني في كتفي. ذلك الوغد أخرج رأسه الكبير وقضم ما وجد أمامه. الأسنان الكبيرة تخيفني، وأكره كل أفلام جوليا روبرتس. وما أعنيه بهذه القصة هو أن أقول لك، أبعد يديك الوضيعتين عني.

زميلي في العمل:

انظر، لقد كانت مجرد عطلة لثلاثة أيام في نهاية أسبوع. ٧٢ ساعة. هذا كل ما في الأمر. ولا يوجد في تلك الفترة القصيرة من الوقت أي شيء يقترح الحاجة إلى تحية جسديّة حارة بيننا. طالما أنه لم يخرج أحدنا من وحدة رعاية لأمراض القلب، أو من سجن في كوريا الشمالية. هوّن عليك. وابتعد عني.

مصفف شعري:

صحيح أنك قصصت شعري للتو، وأصبحت تعلم سر البقعة الصغيرة من الصلع خلف أذني اليسرى، ولكن هذا لا يجعلنا أصدقاء مقربين. بل يجعلنا عبارة عن شخصين، الأول يدفع المال ليخسر شعره، والثاني يكسب المال وهو يثرثر. فعندما أوشك على الخروج من الصالون وتقترب مني وذراعاك في أوسع زاوية لهما، هل ستهمس في أذني: “لن آخذ منك الحساب اليوم؟” لا؟ إذن فلا تفكر أبدًا في الاقتراب مني لإلصاق سترتك المغطاة بالشعر بمعطفي.

صديق والديّ المتديّن:

لا تفكّر حتى في مباغتتي دون انتباه مني، لسحبي إلى حضنك الضخم لتهمس في أذني: إنني أصلي لأجلك. لا تفعلها. مهما كانت المصائب التي حلت علي. إذا تم اختطافي وتحولت إلى مدمنة مخدرات وجارية لعامين، ثم عدت إلى المجتمع لأكون مجرد قشرة لذاتي القديمة؟ اترك يديك بعيدًا عني. إذا أصبحت ضئيلة الحجم أعيش في قبو العمة دوتي الذي يعج بحشرات أحجامها كأحجام الأجهزة المنزلية الصغيرة؟ لا تفكّر حتى في لمسي. إذا كنت قد خرجت للتو من مركز للمدمنين واستحققت وصف “فتاة حزينة تخلصت من الإدمان”؟ نعم، سيظل ردي ذاته: ابتعد عني. إليك بهذا الاقتراح المفيد: ما رأيك أن تفكر بي كفتاة تقدّس الشيطان؟ (أعلم أن الفكرة قد خطرت ببالك) عليك معرفة أن انسجامي معه قد يشكل خطرًا عليك، وقد يشكل خطرًا أيضًا على كل من يقف على بعد خمسة أقدام مني. لذلك محبةً في الله، اتركني وشأني.

ابن الجيران وكلبهم:

نعم أيها الطفل، إنك كائن صغير أشعث الشعر، بني العينين، يحبك الجميع، ونظريًا يجد الأطفال أنفسهم على قائمة الأحضان دائمًا، ولكن أنفك المغطى بالسوائل أدى إلى استبعادك من هذه القائمة. بالإضافة إلى ذلك لقد رأيتك وأنت تمسح أنفك بأكمامك، هذه الأكمام التي سوف تلتف حولي وتفسد ملابسي. أما أنت أيها الكلب؟ نعم، صحيح أنك تروق لي. لأنك لطيف، ولا تجيد الكلام، صفات لطالما أحببتها في مخلوق حي. ولكنك لا تعرف الفرق بين الحضن والهجوم. لذلك ابتعد أيضًا.

تحياتي الحارة، ولكن ليست حارةً جدًا، حتى لا يقودنا الأمر إلى حضن آخر.

 

سوزان غيلبرت

قراءة: رهام زيدان

 

الشاعرة الأمريكية سوزان غيلبرت
الشاعرة الأمريكية سوزان غيلبرت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى