وعدوتُ حتَّى العَدم – سهراب سبهري – ترجمة: غسَّان حمدان

وكسرتُ، وعدوتُ، وسقطتُ

فتحتُ الأبوابَ على أصدائكِ
وألقيتُ كُلَّ قِطعةٍ من نَظراتي في مكانٍ ما؛ ومَلأتُ الوجودَ من النظرة.
ورأيتُ على حافَّة المُستنقعِ ضحكتكِ المُمزَّقة على الماء آسن
فقمتُ للصلاة
كانت ذِكراك مخفيَّة في جِذر شوكة، فاقتلعتُها وألقيتُها على العالم
عزفتُ على سلكِ الأشجار أغنيَّة النمو من النفس
والتوسُّع إلى النفس
وحَفرتُ لليل المناجاة المُطلق؛ ونثرتُ حبَّة السرِّ.
وكسرتُ قرط الخِداع.
وعدوتُ حتَّى العدم؛ وعدوتُ حتَّى وجه الموت، وحتَّى لُبّ الوعي.
وسقطتُ على صخرة الألم. وتبللت أصابعي من نَدى لقائكِ
فانتابتني الرَّعشة.
كان نسيمٌ يذهبُ من سَفحِ جبل ما، فذهبتُ خطوةً برفقتهِ
وفي قاع العتمةِ رأيتُ قطعةً من الشمسِ فأكلتُها
فغبتُ عن الوعي، وكنتُ طليقاً.



حتَّى وردة العدم

كُنَّا نمشي، وكم كانت الأشجارُ سامقةً، ويا لهُ من مَشهدٍ أسود!
كان طريقاً منَّا حتَّى وردة العَدم
الموتُ في الهِضاب، والسَّحابُ على قمَّة الجبل
والطيورُ على حافَّة الحياة.
وكُنَّا نُغني: (من دونك كنتُ باباً على الخارج،
ونظرةً على الضفَّة، وصوتاً إلى الصحراء.)

كُنَّا نمشي، والتُرابُ يهابنا، وينهمرُ الزمانُ على رؤوسِنا
ضحكتُ: استيقظتْ الورطةُ؛ فنثروا الصوتَ خِفيةً
كُنَّا صامتيْنِ، وكانتا لصحراءُ قَلِقةً
والأفُق حبلٌ من النَظَر
جَلسنا؛ وكانت عينُكِ مُفعَمة بالبُعد
ويَدي مُتخَمة بالوحدة؛ والأراضي ملأى بالنوم.
نُمنا. فقالوا:
تَقطُفُ يدٌ ما الوردَ في النومِ.



ترجمة: غسَّان حمدان

زر الذهاب إلى الأعلى