يوميات : أذهبُ إلى العمل مثل جاسوس – حسين بهيش

الهمُّ دوائر تُحيطُ بنا
ندورُ بها مثلَ الفئران
نركضُ لا لجوعٍ بل لنحصل على الحياة
تشبه على الأقل حياةً ما.


أجلسُ على الشاطئ
أتمعن الطيور وأحسدها
على الخفةِ، التحليق، عدم التفكير
ليس لديها عقلاً مثلنا
لكنَّها تعرف الطريق.


اقترب الليل ولمع الجنون
السماء بيانو والنجوم أزرار
استعدّ القمر، انطلقت النسمة
والغيم دفٌّ يستقبلُ العروس صباحاً
الشمسُ حلوةٌ وهي توقظ الناس من الحفلة.


في حيّنا لا تسمع ضحكات الأطفال نهاراً
بل ترى الكآبة المتوحشة التي تغرق في وجوه الجيران
حتى اللصوص لا يدخلون هذا الحي
كأن سكانهُ من أصحاب الكهف.


أطوي شعري مثلَ رجلٍ خمسينيٍّ
أذهب إلى العمل مثل جاسوس
أبحث عن ضحكتي في الطريق
وأفتش في المبنى عن امرأة رأيتها هنا
وعن أخرى رأيتها هناك.


أمرُّ بالحياةِ تاركًا المعنى خلفي
مثلَ أعمى لا يكترثُ للمسافةِ
بل على أي كتفٍ سيستند
أطرق على الأرض بعصاي
عسى أن ينهض الموتى
أو تفتح الشوارع أبوابها.


*نص: حسين بهيش

زر الذهاب إلى الأعلى