يوم مُكرَّس للمطر – سركون بولص

صليلُ أسلحةٍ

نموتُ في ممالكَ من الطين

وقعُ المفاتيح في زنزانة يحرسها البحر

إنَّه المطر

يجعلني أذكرُ كلَّ ما نسيتُ

لأنسى بعض ما أُريد . . .

هذا ما يفعلهُ المطر.


لا تقتصدي في ذرْفهِ يا غيوم، بل اسكبيهِ

بوفرةٍ وانسجيهِ خيمةً

ضافيةَ الأبعاد تكفي

لإيواء كلّ ضيوفي

كلّ امرأة هجرتُها أو هجَرَتني

كلّ مسخٍ أو مَلاكٍ، كلّ : نصرٍ وهزيمةٍ

كلّ خديعةٍ ما زالت، كلّ سكّينها تصدأُ في ظهري.

لا شيء يُغريني بالذَّهاب

إلى أيّ مكانٍ، لا أحدٌ أذهبُ إليهِ

لا أحد يأتي إليّ، لذا أُفضّلُ اليومَ أن أشربَ وحدي

وأصغي بهدوءٍ إلى المطر.


تكفيني هذه المُوسيقى

التي تشربها الخليقة بكلِّ مساماتها

كإسفنجة ظمأى،

يكفيني

صوتٌ ضائعٌ تَحمله إليَّ الريح

تكفيني وَمضةُ برقٍ قد تكشف لي

أي موكب يتهيأُ للمثول أمامي

خلفَ هذا الستار الغريب الذي ينسجه المطر.



*نص: سركون بولص
*من ديوان: حامل الفانوس في ليل الذئاب

زر الذهاب إلى الأعلى