غيْبَةٌ لازورديّة – جيم هاريسون

كان عليّ أن أسلخ ساقَ خنزيرٍ تزن 12 رطلًا.
عملٌ شاقٌّ على من ليس بجزّار.
حتى وهي ميّتة، تريد الحيوانات أن تحتفظ بجلودها.
الظبي، والغزال، والدبّ أهون بكثير من الخنازير.
والبقرة كذلك. لا بد أنّني أردت أن أحتفظ
بالضرس الذي خلعته ذلك اليوم. أمضيتُ
في مغالبته ساعةً من زمان حتى إنّني خلالها
دخلتُ جسدَ طائرِ دُرّاسةٍ لازورديّ
رائحًا إلى عشّه على بعدِ عشرين ميلًا. في الأوقات العصيبة
تُسعفك الغيْبَات. كان الطائر أعجوبةً إذ لم يسبق لعظامي قطُّ
أن كانت بهذه الخفّة رغم أنّ المنظرَ الجديدَ
بدا مخيفًا بعض الشيء لكنه بعيدٌ عن عيادة طبيب الأسنان.
خلال أيامي التسعين الأخيرة من مكابدة الهربسِ العصبيّ
غبتُ في كائناتٍ كثيرةٍ في أماكنَ عديدة.
تظلُّ تقيم في الألمِ لكن من دون أن يقيّدَك
ببؤسٍ في مكانه. ها قد ذهب للأبد
ضرسي الثمين، وأنا أمدح طائرَ الدُّرَّاسةِ اللازورديّ،
ألوانَه العجيبةَ من أزرقَ، وأبيضَ طفيفٍ،
ولطخةِ صدرٍ بيْجيّةٍ وبرتقاليّة، أن أخذني
إلى مكانٍ أفضلَ بكثيرٍ كيما أعاني.

(نصيحة المؤلّف: اختر كائناتٍ
صغيرةً، طيورًا، سمادلَ، ثعالبَ ماء.
المخلوقات الضخمة خطيرة وهي غالبًا
فوق قدرات أيّ أحد.)

نص: جيم هاريسون

ترجمة: سلمان الجربوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى