آنذاك, رأيْتُ سيّدةَ حبي المغرورةَ
تفكّرُ ـ على عتبةِِ مغطاةِِ بالنيلوفر ـ
بسماءِِ ماطرةِِ
آنذاك رأيتُ سيدةَ حبي المغرورةَ
على عتبةِ المطرِ المكتظةِ بالنّيلوفر
وقد اجتاحَتْ قميصَها, ريحُُ مرحةُُ
آنذاك رأيْتُ على عتبةِ النّيلوفر
سيدةَ المطرِ المغرورةَ
عائدةََ من سفرِ السماءِ الشاق
صرخة, ثم لا شئ
صرخة, ثم لا شئ
ذلك أنَّ الأملَ غير قادرِِ على سحْقِ رأسِ اليأسِ
رقدْنا على بساطِ العشبِ
مفعمين بيقينِ الحجرِ,
على بساطِ العشبِ, تعاضدْنا بالحب وبيقينِ الحجر ذاتِهِ
وقد هيمَنّا على الحبِّ
لكنَّ بساطَ العشْبِ ويقينَ الحجرِ ليسا سوى ترنيمةِِ
إزاء قدرةِ اليأسِ
صرخة,
ثم لا شئ
شاهدة قبر
ما مِنْ نشاطِِ في الرحيلِ
ما مِنْ صمتِِ في البقاءِ
لا قدرةَ للأغصانِ تمكّنُها من الأنصال عن الجذورِ
والريح المشاغبة
لم تسرّ للوريقاتِ السرَّ اللائق
صبية حبي
أم وحيدة
والنجمة اللألاءة
تدور في ممرّ بائسِِ
حول مدار أبديِِّ
عن أعمامكِ
لا من أجل الشمس, لا من أجل الملحمة
إنّما من أجل ظل سقفها الصغير
من أجل أغنية أصغر من كفيكِ
لا من أجل الغابات, لا من أجل البحرِ
من أجل قطرة أكثر نضارة من عينيك
لا من أجل الجدران, من أجل خيمة
لا من أجل البشرية, من أجل رضيع العدو, ربما
لا من أجل العالم, من أجل بيتك
من أجل يقينك الصغير
ذلك أنّ الإنسانَ عالَمُُ شاسعُُ.
من أجل رغبةِ أنْ أجاورك للحظة واحدةِِ
من أجل كفيك الصغيرتين, في كفيّ الكبيرتين
وشفتيّ السميكتين على وجنتيك البريئتين.
من أجل سنونوة في الريح, أثناء هلهلتك
من أجل قطرة ندى تلامس وريقة أثناء غفوتكِ
من أجل بسمتك حين ترينني معك
من أجل أنشودة واحدة
من أجل حكاية تسرد في أكثر الليالي برداََ , عتمة
من أجل دماك, لا من أجل الناس الكبار
من أجل الطريق الصخرية التي توصلني إليك
لا من أجل بيوت الطرق النائية
من اجل بيوت النحل والنحلات الصغيرات
من أجل استغاثة غيمة بيضاء في سماء رحبة, هادئة من أجلك
من أجل كل شئ صغير طاهر وملقى على الأرض
تذكري أعمامكِ
وأخصّ مرتضى .
ترجمة: محمد أمين