أيها الحبيب
على صليب الصوت
صلبوني
أتدري أيها الحبيب
كم أنا مثقل؟
لكن هذا القفص مجدي
فقد بنوه
لأني تمردت على الصمت
وها أنا أرتحل الآن ،
حتى دون كفن
وقتها قالوا
أن تمردي خطيئة
تشبه خطايا العين والأذن
قالوا تلك اللحظة
التي قيدوني فيها بالأصفاد
“معنى الخطيئة.. هو أن تحلق”
لو أعطوني فرصة
لآخذ نفساً أخيراً
كنت سأقول ما يجب قوله
لكن حينها
حتى وأنا في عزلتي
مجرد تفكيري بالتحليق
كان كفيلاً بأن يبني لي هذا القفص
لكنما ولو ذبلتُ على الصليب
بخطيئة صوتي
بجرم نطقي
فسأكون فخوراً بقفصي
وبأنني لم أرضخ للصمت
كي لا أرتحل بلا كفن
بليالي السكوت
كانت صرختي
تشق طريقاً لليقظة
في عمق غابات السبات
كانت صرختي
منذ غروب الخوف
حتى الصباح الموعود
تشبه خنجر غضب الخليل
المغروس في قلب النمرود
في خضم عذاب القحط
كان القمح يفوح بعطر حسرتي
وكان قلبي مدمى لعذابات البشر المريرة
لكنني حين وجهت سؤالاً بسيطاً
للشخص الذي ألقى بظله
كجنيّ داخل ليلي
اعتبروا أن استنفاري هذا
خطيئة أبدية