إلى صالح الأحمد – عيسى الشيخ حسن

أشخاص:
بلدان:

سمعتُ أنّك عدت إلى الشعر

وتكتب القصائد من جديد

أيها الولد العاقّ

ما ذا فعلنا لكَ

كي تحبّ؟

ماذا فعلنا؟

كي تتركنا في الحرب

وتنشر قلبك على حبال الغسيل

الحبال التي لا تتسع إلّا لقمصان مغسولة بالدم

تحبّ؟

يا لهف قلبي عليك

أيها الطفل النبيل

كيف ستعبر الحاجز

وفي يدك قلب لا بطاقة شخصية؟

.

أيّها العاقّ

كيف تمسي عاقلًا

وأنت تكتب القصائد

بدل أسماء المفقودين؟

خذ أغنامك إلى التلال البعيدة

خذ قمر الصيف إلى رابيةٍ بعيدة

قل للموت:

جاء أنكيدو قبل يومين

وأشر إلى الجنوب

خذ عصا جدّك

قل له أحفادك أحوج إليها

خذ صور الغائبين

إلى مراعي الذاكرة

.

تحبّ؟

عمّا قليل سيكبر الولد أمام المرآة

عمّا قليل سينبت العشب في المرآة

عمّا قليل سيهطل الثلج على المشهد

عمّا قليل ستعتذ لقلبك

ذاك الذي كان في يدك

وأنت تعبر الحاجز

.

عندما أعود

سأقرأ لك فصلًا

من “لمن تقرع الأجراس”

لأقول لك: هذا هو المجنون همنغواي

أطلق النار بهدوء

لأن الحرب خطفت منه حبيبته

.

عندما أعود

سأشتمك أكثر

ولكن كيف تحبّ يا ولدي

وأنت قد كسرت جرّة العطر

قبل أن تلد الحرب سنواتها العجاف؟

كيف؟

كيف يا خال؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى