أذكرُ أنهم
-حينَ وُلدْتُ-
قطعوا لي تَذكِرةً
أو رُبما شهادةُ ميلادٍ
لا فرقَ ،
فالحياةُ (صالةُ سِينما ) كبيرة
دخلتها بكاملِ دهشتي
وجلستُ لأنني فقيرٌ
في مقاعِدها الرخيصةِ ،
كانت جميلةً ومضيئة
وكنتُ بخرقةٍ بيضاءَ
أجوبُ مُندهشاً بنظري
وجوهَ من يجلِسونَ حولي
بملابسِهم الملونةِ
وابتساماتِهم العريضة ،
كنتُ كزهرةِ عباد الشمس
أتبعُ بنظري مُبتسماً
مِصباحاً كبيراً يتوهجُ في السقفِ
وأذكرُ أنني
-حينَ أطفأوا النورَ-
سمعتُ أحدهَم يصرخُ قائلاً :
(تبّاً …ها قد بدأت الحياة)
رؤوسٌ كثيرةٌ متقاربة
تهتزُّ كثِمارٍ ناضجةٍ
على أغصانِ العتمة
أصواتٌ هامسةٌ
كحفيفِ أوراقٍ صفراءَ آيلةٍ للسقوط
أجسادٌ تطفوا كجُثثٍ على مقاعدٍ باهتة
أشخاصٌ يدخلونَ
وآخرونَ يوجِعوننا وهم يدوسونَ
على أقدامِنا حينَ يَخرُجون
وبضعُ أشخاصٍ
يجلسونَ في غُرفةٍ للتحكمِ
يُطفئونَ مِصباحاً مُتوهجاً في السقفِ
ويعرضونَ شَريطاً ما
لنرى نحنُ الغارقينَ في العتمةِ
على شاشةِ الحياةِ
فقط ما يُريدون .
561 أقل من دقيقة