أين حذائي؟
ومن كان ذلك الذي ينادونه: سهراب؟!
لقد كان صوتاً حميماً كلمسة الريح على ورقة الشجرة.
أمي نائمة
ومانوشهر وبارفانيه، وربما جميع أهل المدينة كذلك.
هذا ليل حزيران يمر برهافة على الثواني وكأنه قصيدة رثاء
فيما نسمة باردة آتية من زاوية اللحاف تكنس نعاسي
..إنها أحاسيس الفراق
ووسادتي ممتلئة بأغنية من ريش السنونو.
سينبلج الفجر
وسترحل السماء بهذه الكأس من الماء..
عليّ أن أغادر هذه الليلة
أنا الذي كلّم الناس في هذي البلاد من أوسع النوافذ
فلم أسمع أية كلمة تليق بزماني
ولم أر عيناً عاشقة تحدّق في القاع
لم يفتتن أحد بمنظر الحديقة
ولم يأخذ أحد طائراً ما بجدية إلى بستان ما…
إنني مكتئب كغمامة.
.
فيما مضى… رأيت “حوري” ـ فتاة الجيران مكتملة النضج ـ
تدرس اللاهوت عند جذع شجرة الدردار الأشد ندرة على وجه الأرض
وكان هنالك أشياء أخرى
كانت لحظات من السموّ
رأيت مثلاً شاعرة
مأخوذة بمنظر الأفق
كانت السماء تستلقي في عينيها
وكانت ليلة خارجة عن باقي الليالي
سألني رجل:
كم من الوقت سوف يمر حتى تنضج الكروم؟…
.
هذه الليلة عليّ أن أغادر
عليّ أن أحمل حقيبة كبيرة بما يكفي لتسع قميص وحدتي
وأن أمشي إلى حيث يمكن أن أرى شجر الأغاني الملحمية
أمشي باتجاه مدى السكون العظيم
الذي لا يكف عن مناداتي.
.
..شخص ما يناديني ثانية: سهراب!
أين حذائي؟؟
*