باخ يعيد تدوين موسيقى فيفالدي – لايزل مولر

أحدهما تذكّر الشروق، وكيف منح المعنى والثناء بوضوحٍ إلى جبال العالم؛
الآخرُ تخيّل الغسقَ، الحلولَ في الدمِ، ووادٍ من الأوراق المتساقطة حيث يجوز لغريبٍ أن يستكين.

أحدهما أعرض عن الغابة وأخد طريقاً عبر الحقول
حيث كانت السماءُ مطّردةً والغيومُ تدوّي في أذنيه؛
الآخرُ اجتاز عبر الأدغال، والأشواك، والدوالي
ولم يُمسسْ إلا بموت البشر.

أحدهما تقصّد الطريق الى بلد الأسد الذهبي
الذي عيناهُ لا تذرف الدمع، ويده المرفوعة صولجانٌ
على مواسم النجوم وازدراع الأجيال ببعضها؛
الآخرُ إلتمس مملكة الحَمَل ذي الفروة المرتجفة، الذي قلبهُ النابضُ والمسوقُ بالعاطفة
يستنفذُ الكنزَ الفاني لأحبابه.

ومع ذلك، ففي نقطةٍ ما من الرحلة، لا بد أن أحدهما قد رأى المساء يتحدّر ويسقط بعيداً في الظل،
والآخر قد وصل إلى موضعٍ تنجلي فيه الغابة عن رقعٍ بيضاءَ وبنفسجيةٍ من النجوم.

ترجمة: غسان الخنيزي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى