لورد ألفريد تنيسون – الدموع

يقول تنيسون: “كتبت هذه القطعة في دير تنترن

عندما أخذت الغابات تصفر بقدوم الخريف وتتراءى بلونها الشاحب

من خلال النوافذ الخربة. والشيء الذي كنت أحس به دائماً

وأشعر به حتى منذ أن كنت ولداً صغيراً هو ما كنت،

وأنا ولد أدعوه (حب الماضي والتعلق به) وهكذا هي الحال معي الآن،

فما يفتنني ويروعني هو المدى في المنظر الطبيعي،

والصورة، والماضي، وليس الحاضر المباشر الذي فيه أتحرك وأعيش.”

*

الدموع، تلك الدموع المتثاقلة الكسول!

لست أدري أي شيء تعني!

دموع من غور يأسٍ إلهيّ مقدّس

إلى القلب تتصاعد وفي العيون تتجمع،

إذ أجيلُ النظر في حقول الخريف السعيدة،

وأفكرُ في الأيام التي مضت ولن تعود!

.

غضّة نضيرة كأول شعاع يسطع لألاءً

على شراع يطلع علينا بالأحباب

من المياه وراء الأفق؛

ومكتئبة حزينة كآخر شعاع يحمرّ فوق شراع

يغرق ويهوي بمن نحب إلى ما وراء الشفق؛

هكذا هي مكتئبةٌ حزينة وغضة نضيرة

تلك الأيام التي مضت ولن تعود!

.

آه حزينة وغريبة كالصدحة المبكرة

وقت الفجر المعتّم في أيام الصيف،

تلقيها الطيور نصف المستيقظة

في الآذان المتثاقلة المحتضرة،

اذ ما تتسع النافذة المعتمة

تدريجيا في وميضها وبريقها

ازاء العيون المثقلة بالنوم حتى الموت؛

هكذا هي حزينة وغريبة

تلك الأيام التي مضت ولن تعود!

.

عزيزةٌ غالية كالقبل التي نتذكرها

بعد موت الحبيب،

وحلوةٌ عذبة كتلك التي يتصورها

ويتخيلها الوهم القانط

على الشفاه التي لا نملك؛

وعميقةٌ كالمحبّة، عميقةٌ كأول محبّة

وهائلة الغرابة بكل ما فيها من ندم وحسرة؛

آه، أيها الموت في الحياة،

أنتِ أيتها الأيامُ التي مضت ولن تعود!!

*

ترجمة: توفيق اليازجي

اللوحة: جوستاف كليمت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى