بداية هذه الليلة سيئة كخطبة ذهبية.
نأكل تفاح البكم.
نقوم بعمل نتخلى عنه في طيبة خاطر الى نجمته،
نقف في خريف زيزفوننا مثل فورة رايات متأملة،
مثل ضيوف متلهفين من الجنوب.
نقسم بالمسيح الجديد على ان نقرن الغبار بالغبار،
والطيور بالحذاء الرحالة،
وقلبنا بسلّم في الماء.
نقسم للعالم أقسام الرمل المقدسة،
نقسمها في طيبة خاطر،
نقسمها في صوت عال من سطوح النوم
بلا أحلام ونلوح بشعر الزمن الأبيض…
يصرخون: هذا تجديف!
نعرف ذلك من زمن بعيد.
من زمن بعيد نعرف ذلك ولكن ماذا يهمّ!
إنكم تسحقون جيدا في طواحين الموت
طحين الوعد الأبيض،
وتقدمونه الى أخوتنا وأخواتنا –
نلوّح بشعر الزمن الأبيض.
وتذكّروننا: هذا تجديف!
نعرف ذلك جيدا،
لتقبل علينا الخطيئة.
لتقبل علينا خطيئة كل الإشارات النذيرية،
ليقبل البحر المقرقر،
وعصفة ريح النكوص العنيفة،
ونهار منتصف الليل،
ليقبل ما لم يكن قطّ.
ليقبل إنسان من القبر.
*
هنري فريد صعب