لا بدّ أنّنا الوحيدان
الباقيان، في الضباب الذي يتصاعد
ويعلو كلّ الأماكن بما فيها
هذه الأحراش
أعبر الجسرَ ماشيةً
صوبَ أمانِ الأرض العالية
(قممُ الأشجار تشبه الجزر)
ألمّ العظام المغمورةَ
للأمّهات الغريقات
(متيبّسةً ومستديرةً في يديّ)
فيما الضباب الأبيض يغسل
ما حول ساقيّ مثلما يفعل الماء؛
لا بدّ أن السمك يسبح الآن
في الغابة أسفلَ منّا
كالطيور، من شجرةٍ إلى شجرة
وعلى بُعْد ميل
ترقد المدينة، متراميةً وصامتة،
في الضياع، بعيدًا تحت البحر.
وأنت تمشي الهوينى إلى جانبي، تتحدّث
عن جمال الصباح،
لا تدري حتى
أنّ طوفانًا مرّ من هنا،
راميًا بحصى صغيرة
كيفما اتّفق وراء كتفك
في الهواء الكثيف العميق،
لا تسمع الخطوات الأولى
المتعثّرة للموشكين على أنْ يولدوا
تجيء (ببطء) من خلفنا،
لا ترى الوجوه القاسية
للموشكين على أن يكونوا بشرًا
تتخلّق (ببطء)
من الحجارة.