جوزف دعبول – ديك الجن الآبق

لم أعدْ أبالي
كنتِ أم لم تكوني
رعتْ بيننا غزلانٌ أو عناكبُ
(لن أنتظرَ مجيءَ من لا يجيدُ المجيءَ)
في الربيعِ أو الخريفِ في اللا فصولِ في الكلماتِ التي تصهُرها الفواصلُ الكبرى
في مرضٍ ينسلُ على مهلٍ كذئبٍ مخادعٍ
في ملعبٍ يرقصُ فيه الخيلُ على عشبِ الوديعةِ
وطيبةٍ يحرسُها قلبٌ منهكٌ،
ولستُ أبالي ولن أبالي
لقد سقطتْ من يدي كلّ الخطوطِ البيضاءِ
(أعمىً أنا وأبصرُ، وهي الفضيحةُ )
ولن أقولَ وداوِني بالتي كانتْ هيَ الداءُ
و_من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليهِ _
صِدْقيَِ شاهقٌ كهيكل سليمانَ
وأكلم الكائناتِ، حتى الصمتَ أكلمُه ونفهمُ
وفي الأنفاق أحفرُ رويداً رويداً فتضيءُ
وفي أعلى الوهمِ حياتيَ
ولن أقايضَها بالحياةِ
والخاتمُ الذي في إصبعي وردةٌ حقيقيةٌ
ويا لصناعةِ الوردِ البائرةِ
وكم يبعدُ بيتيَ عنّي؟ بضعُ قبلاتٍ ونومٌ حقيقيٌّ
و(لقد سمعتُ أن أميرةً حوّلت عاشقَها ضفدعاً)
تاللهِ عليكِ
وعلى السحرِ المؤلمِ
وغباءِ الحكايةِ،
لكِ ما شئتِ
وليَ أن أقرأ المعلقاتِ السبعَ كي أتخلّصَ كأجدادي من رقى الحبِّ، وشعوذاتِ البراءةِ وأديانِ الخرافةِ،
وكانَ_ أن قبّلها العاشقُ فاستفاقَ إلى واقعهِ وعادَ شاعراً_.
لكنّي تركتُ المعلقاتِ عالقةً في الضبابِ،
وقرأتُ _ديكَ الجنّ اﻵبقِ _ فشرَقْتُ بالمطرِ الأسودِ
إلا أن الرؤيا اتّضحتْ
ولم أبصرْكِ
وسمعتُ الديكَ يصيحُ
وكان الفجرُ وجهَ أمّي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى