لا بد لي ثانية أن أركب البحار،
أن أركب البحار المقفرات والسماء.
وكل ما أطلبه سفينة طويلة ونجمة تدلني الطريق،
وعتمة الضباب فوق البحر وانبلاجة الفجر الرمادي.
ودفة أديرها، أغنية للريح، وارتجافة الأشرعة البيضاء.
.
لا بد لي ثانية أن أركب البحار،
فدعوة المد الذي علا
لدعوة جامحة ودعوة واضحة لا أستطيع ردها بــ”لا”،
وكل ما أطلبه يوم تهب ريحه وسحب طائرة بيضاء،
رشرشة الأزباد واندفاعة الأمواج ثم نورس يصدح في الأجواء.
.
لا بد لي ثانية أن أركب البحار،
صوب حياة الغجر الكثيرة التجوال،
صوب دروب الحوت والنورس حيث الريح مثل شفرة السكين،
وكل ما أطلبه أغنية ينشدها مقهقها مرافق جوال،
ونومة هادئة أحلم فيها حلما حلوا إذا ما بلغت رحلتنا الختام.
*
ترجمة : د. عادل صالح الزبيدي