سقط َ الضوء ُ من النافذة و انتهى اليوم
يوم ٌ آخر من التفكير ِ والخبل
تدّثر َ الحُبُّ بجناحيه دونما اهتمام
وقف َ كره ٌ أسود ٌ على شفا الجرف ِ و رمى حجرا ً
منه ُ نما المساء ُ كنبات ٍ برِّي ٍ
بخناجر ٍ لأوراقه ِ و قلوب ٍ قرمزية ٍ لأزهاره
و من ثم َّ السرير ، فقد نهض َ كساعة ٍ من الأرض ِ
يفرش ُ ملاءاته على الرمال المتحركة .
.
َنفسٌ خريفي ٌ لصباحيات ٍ بعيدة ٍ من هنا
نجم ٌ تحجَّب َ بضباب ٍ رمادي ٍّ
رجل ٌ حي ّ :
كان كسر ُ الأملود ِ* بلاغه ُ الوحيد . تغيّر َ الرجلان ، اللذان ربطا قاربهما بغصن ٍ نما فوق َ حافّة ِ الماء و تحرّكا الآن بين النبات ِ المَدَاري الوافر ِ ، بشكل ٍ حاد .
.
رفع َ ناظريه ِ و رأى نبع َ النهر
رأى بين َ أرجلِهِم الشمس َ الملتهبة
و بين َ الأوراق أبنية .
سمع َ ،خلف َ رؤوسِهم الكبيرة ِ كالكرة ِ الأرضية، أصواتَهم
غامضة ً كالمطر
باهتة ً كِريَش ٍ تسقط
ثم َّ هوى .
أبحر َ المركب ُ
كانت ِ الصواري مصنوعة ً من القشِّ
و الأشرعة َ من أجود ِ الخيوط ِ الحريرية ..
دَفقَ مقدَّم ُ المركب ِ ، عبر َ فتحات ٍ على أحد الجانبين ، نهرا ً لانهائيا ً
من الماء ِ واللهب
رأى فيه المسافرون أشياء َ لافتة ً للنظر :
أخرج َ المشعوذ ُ – قيل َ لنا – من حقيبته خيطا ً حريريا ً و قذفه ُ عاليا ً إلى أن التصق َ سريعا ً بغيمة ٍ معيّنة ٍ من الهواء. سحب َ ، من الوعاء ِ ذاتِه ِ ، أرنبا ً وحشيّة ً هربت عاليا ً على الخيط ؛ كلب َ صيد ٍ صغير ، و الذي حالما انزلق َ أمام َ الأرنب ِ ط
ضحكت لرؤيتِهم يُحدِّقون َ بها
صفّقّت ْ ثم َّ اختفّت ْ في هواء ٍ نحيف ٍ
لتظهر َ مُجددا ً على الضفة ِ الأخرى
في حركة ِ سير ِ الموانئ المتواصلة..
صورتها الظليلة ُ على السماء ِ الغبراء
و خيالها يسقط على الحجارة ِ الجائعة
حيث ُ يجلس ُ القبطان ُ مرتديا ً أسمالا ً بالية ً مُلطخة ً بالوحل..
حطم َ القبطان التمثال َ الهش َّ
أكل َ رأسها السُّكري
ثم َّ اجتمع َ الشهود ُ حولَهم
و أشاروا إلى الصدع ِ في قدميه :
غيوم ٌ من الدُّخان ِ الأزرق ِ، ممزوجة ٌ أحيانا ً بالأسود ، و كان َ للدخان ِ كثافة ٌ كافية ٌ لإزعاج ِ السائق ِ الذي يلحق ُ بالعربة أو لإزعاج ِ السُّواح ِ الرّحالة .
همس ُ ألسنة ِ اللهب ِ اللا مرئيةِ
طعم ٌ حاد ٌّ في الفم .
____________
• الأملود : الغصيّن ُ الطري .
*
ترجمة : ربيع درغام