راينر ماريا ريلكه – بساتين

أشخاص:
بلدان:

كم من مسارة غريبة

همسنا بها للأزهار

حتى يقول لنا هذا الميزان

المرهف وزن حماستنا

النجوم كلها آسفة

لأننا نجمعها بأحزاننا

ومن أقواها حتى الأوهن

ولا واحدة عادت لتحتمل

مزاجنا النزق،

تمردنا، صرخاتنا

إلا المائدة التي لا تكل

والسرير (المائدة المتلاشية).

** ** **

كل شيء يحدث كأنما

يعاب على التفاحة

أنها للاكل تصلح

بيد أن ثمة مخاطر أخرى

خطر أن ندعها على الشجرة

أو ننحتها في المرمر

والأخير الخطر الأفظع

أن نلومها لأنها من الشمع.

** ** **

لا أحد يدرك كم يحكمنا

ما يرفض اللامرئي أن يهبناه

عندما للخديعة غير المرئية

تستسلم من دون أن ترى، حياتنا

ببطء، وعلى هوى التجاذبات

يتنقل مركزنا من أجل

أن يكون القلب بدوره هناك

هو سيد الغيابات الأعظم أخيرا.

** ** **

كلمتنا قبل الأخيرة

ستكون كلمة شقاء

ولكن أمام الوعي – الأم

ستكون الكلمة الأخيرة عذبة

إذ سيكون علينا أن نلخص

جميع جهود رغبة

لن يقدر مذاق أية مرارة

أن يتضمنها

** ** **

قرن الخصب

أيها القرن الجميل من أين

على انتظارنا تنحني ؟

أنت يا من لست سوى منحدر

في هيئة كأس، ألا انسكب !

أزهار، أزهار، أز هار،

بسقوطها تصنع سريرا

للاستدارات المتوثبة

لهذه الثمار الناضجة كلها!

وهذا كله بلا انتهاء

يهاجمنا ويندفع

ليعاقب تقصير

قلبنا المزدحم من قبل.

يا قرنا بالغ البشاعة أية

معجزة عبرك تتحقق !

يا بوق الصيد، أنت يا من تصدح

في نفس السماء بأشياء!

** ** **

مثلما يعرف قدح من “البندقية”

في ولادته هذا الرمادي

والسطوع المتردد

الذي سيهيم هو به،

فهكذا يداك الحانيتان

حلمت باديء ذي بدء

بأن تكونا الميزان المتمهل

للحظاتنا المفرط امتلاؤها.

** ** **

شذات عاجع

أيها الراعي العذب يا من يبقى

بعد دوره بحنو

مع بقايا نعاج

على كتفه

أيها الراعي العذب يامن يبقى

في عاج مصفر

بعد لعبه الرعياني

إن قطيعك المندثر

ليدوم مثلك

في الكآبة المبطئة

لوجهك الذي يسند،

والذي يلخص في اللانهاية،

سكون مراع نشيطة

** ** **

عابرة الصيف

أتراها مقبلة على الدرب المتنزهة،

هذه التي تحسد السعيدة، المتريثة؟

في منعطف الطريق ينبغي أن يحييها

سادة من الأمس، بهيون.

تحت مظلتها بلطافة خاملة،

تستثمر الخيار العذب :

أن تمحي أمام النور المباغت للحظة،

ثم أن ترجع الظل الذي به تستضيء

** ** **

كم يلذ أحيانا أن أشاطرك الرأي،

يا شقيقى البكر، يا جسدي

كم يلذ أن أكون قويا

بقوتك

أن أحس بك ورقة، لحاء، غصنا

وكل ما تقدر أن تكون أيضا

أنت البالغ القرب من الروح

أنت يا بالغ الصراحة يامن تتجمع

في جلي فرحك

في أن تكون شجرة الحركات هذه

التي تبطيء لهنيهة

سير السماوات

لتموقع فيه حياتها

____________

* مُقتطفات

ترجمة كاظم جهاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى