سارة عزب تكتب “كلما امتلأت كؤوسنا أفرغناها دون أن ننتبه”

كلما امتلأت كؤوسنا أفرغناها دون أن ننتبه!

حزني العميق علي فقدان قصيدتي الأخيرة بعد أن مُزقت في أحد ثورات غضبي تفوق انكساري لحظه تأكدي لخيانتك.

لازال رحيق جسدك عالقٌ عندها ، لازالت تتعرق منك أنت لا منها.
لازال جسدها راقدٌ في قاع قلبك لا تُحركه ابتهالاتي ولا كلماتي التي انثرها فوقك كي أحاول طردها
لازالت ذكراها تدفعك نحو الانتصاب و البكاء بصوت عالٍ

كلما امتلأت كؤوسنا أفرغناها دون أن نتبه لعدّها!

أنا لا أعدّ الليالي التي لا تجمعنا
لكنني لا أخبر احدا عن هذا..
كلما
كلما تأملت تلك الزوايه تحديدا رأيتك بوضوح كأنك هنا أمامي
كأنه لم يمر علي رحيلك خمس اعوام
كأنني لم أصبح أماً و زوجة
كأن كل المسافات التي قطعتها لأبتعد عنك لا تكفي
الطرقات بدونك لا تنتمي إلى ذاكرتي
الدقائق بدونك هي لا شئ
فراغ معتم لا حياة فيه
كتلك المسافه بين الحلم و اليقظة

الآن أدقق في تلك الفتحات التي تتخلل سقف غرفتي و اُعلق عليها مرات خيبتي فيك و أنتظر أن يأتي ذلك البُعبع الذي كانت تُحدثني عنه جدتي كي أنام قبل التاسعة
و تخبرني بصوت هامس إنه يأتي ليأكل الاطفال المستقظين بعد التاسعة
لكن جدتي
أطفالي عراة الأقدام، بلا هوية أو خوف
متهالكين تماما كقلبي
لا يعنيهم حضور البعبع أو تخطيهم التاسعة
فكلما امتلأت كؤوسنا أفرغناها دون أن ننتبه!

قصائدي تفوح بالكحول الممزوج بمرارة لا تُخطئها فم كل ما يقرأها
و بقايا عطر و لحنا و كأسين و عباءة سوداء متهالكه شهدت منحنيات جميلاتٌ لا حصر لهم
ضاجعهم الشيطان برغبتهم الكاملة و منحهم علامة أبدية فوق أجسادهن كي يعودوا إليه مراراً و تكرارا..

حقائقنا تكمن خلف ما نقوله دون أن نقصد و ما نقصده هو كل ما نحاول ادعاءه تحت شعارات خرقاء لا معنى لها!!
تقول أمي لابنتى و هي تمشط لها شعرها الطويل
( البنت الحلوة تلعب مع البنات مش مع الولاد
لترد ابنتي البنت حلوه تعمل إللي هيا عايزاه)

فأبتسم و أدير رأسي كي لا تغضب أمي.

كلما امتلأت كؤوسنا أفرغناها دون أن تنتبه!

عيناه الذابلتين و ترهل ذقنه و ذلك الشيب الذي كسا لحيته دفعني فورا لاحتضانه فور رؤيته دون أن يتحدث
لم أكن في حاجه إلي حديثه
كنت في حاجه إلي ابتلاعه بالكامل تحت جلدي
مسامات جلدي تفوح بأحاديث لا يمكن أن تتحول إلي كلمات
فقط اقترب كي تسمعها و تُفسرها .

زر الذهاب إلى الأعلى