على مهلٍ أسير
مبتعدًا عن قلبي وظلي
أشد الريح من كتفٍ كي تستدير
وأطير نحو سماءٍ من الغمام
ليس يجدي كلامي
ونحاس القلب يأخذ اللون الأحمر
شكل الزعتر
وكأنني عصفورٌ بريشٍ ناعمٍ قد تعثر
فسقط في العجز المذل
على مهلي
أخدش فكرةً في صحن الرأس دون قصدٍ
وأنكش الماء بمعولي
كي يفضي إلى جهةٍ أكثر يسرًا
وأكثر هشاشةً
من بابٍ صفقته الريح فنادى على الغياب والورد
وشاخ على طرف سهل
على مهلي
لأنها أمي
وزعت قلبي على الحقول المشاع والجهات
وفتقت ذاتي عن ذاتي
لأنها أمي
طحنت عظامي قمحًا سائغاً لطيورٍ غريبةٍ
وقشرت البلاد من مماتي
هل من سماءٍ أصفى من وجه أمي؟!
أمي التي مذ وردت الحياة فمن وريدها النبي
وأمي التي قمطتني صغيرًا بكم ثوبها
وأبيض شاشها
وأمي التي روحي أرض خطوها إذ تسير
وأمي التي قلبي إذ تخيط ثوبًا جديدًا
فحريرها وقماشها
وزعت قلبي على السنونوات التائهات
السنونوات العائدات من الحرب
يحملن حكايًا عن صغارٍ
تبولوا على أنفسهم قبل الممات
وعن حماماتٍ كن يصطدمن بالجدران فزعًا
ووردٌ أجهش بالبكاء
وراح يتهاوى قرب جثة ظلي
على مهلي
سكبت فمي على الأوراق لم أنتبه لسوء فمي
وحزت بياضًا ليس يجدي
فكنت سوادًا
لم أدر ما الذي غير لون دمي
وحيدٌ في متاهةٍ أخرى
لم أزل منذ خمسين أقرب المسافة لا تقترب
ما بين حجم قدمي ونعلي
على مهلٍ
أقيس خوذات الجند الباقيات في الساح
لم تنسحب
وأرضع من عشب الأرض
حليب جزمات الفدائيين كيما أبتعد
أو بلادي تقترب
خمس الرغيف الخبز الباقي
بكف ولدٍ مبتورةٍ
ومنفصلةٍ عن الجسد الهناك قد تسجى
كأنها قلبي
على رأس رمحٍ قد تسجى
وفمي لا صوت ولا صدى
فمي اغترابٌ
مذ قفز الحفاة عن السور لم يقفز معهم
فبقيت وحدي دون أهلي
على مهلٍ
أبحث عن دمي في الساحة يبحث عني
ويدي لم تزل تجرب
تقليص المسافة المرعبة بين حجم قدمي
واتساع نعلي
على مهلي
أعد قلبي لبلادي
وأقول في سر الوجود للوجود
هذا دمي على الجدران ينحدر
والعرب قد نظروا
يا بلادي هذا دمي وحدي فأضيئي بدمي واكتملي
على مهلٍ
على مهل
تحياتي ..
رفيقة اشتقت لك..