تنهضُ من نومٍ عائم – بسام حجار

تنهضُ من نومٍ عائم

كأنَّ شيئاً من نهار البارحة

تريَّث على ثيابكَ

وفي عينيكَ المُغمَضتيْن


لم يمزجْكَ السرير بدَعةِ

 أنفاسها والرائحةِ الرقيقةِ

 لجسمها النائم


كنتَ تحلم وتتحدَّث

تحلمُ وتفكِّر

تحلمُ وتضحك

وتواصلُ شيئاً ما

فيتلاشى

لكي تجدَه في الصباح

متروكاً على الطاولة.


تنهضُ من نومٍ عائم

كأنَّ قفراً بكاملهِ في جوفكَ

والمياه التي كنتَ تَراها،

رائقةً وكثيرة،

كانت عطشاً


لم تأخذكَ يدٌ إلى أبعد

من النَّافذة

وكنتَ ترى الأصقاعَ والسُّهوب

مأهولةً بالمنازلِ والأراجيح والوجوه

وكنتَ تحسب

أنَّ أطلس النّوم يأخذكَ معه

إلى بلدٍ تعرفه

فبدَّلته الخرافاتُ

وكنتَ تخاف إذ تُصدِّق الخرافاتِ

وكنتَ تمدُّ يداً وحيدةً

لكي تأخذك يدُها الرقيقة

إلى النوم العميق

فتحلم أنَّك أحببَت امرأةً من أجل

يديها الرقيقتين


تنهضُ من نومٍ كالغلالات

شفيفٍ

لا يحجب العتمة الواطئةَ

كنتَ تحلمُ وتتحدَّث

تحلمُ وتفكر

تحلمُ وتبكي،

وتواصلُ شيئاً ما

فيتلاشی

لكي تجده في الصباح

مُهملاً على الطاولة.




*نص: بسام حجار

*من ديوان: مِهَن القسوة

زر الذهاب إلى الأعلى