إنه يوم الأحد، يا ماري لُوْ،
أكثر أيام الأسبوع فظاعة، حين تبدو حتى الزجاجات الفارغة سعيدة برفقة
العناكب أسفل سريري.
هُنّ لا يعرفن شيئًا عن عزلتي
التي شكّلتها وسائد مبتلّة وملاءات مجعّدة،
لا شيء عن الفراغ الذي يجتاحني
وأنا أشاهد برامج التلفاز الليليّة
بيدٍ على ورقة اليانصيب
وأخرى على الزجاج.
إنه يوم الأحد يا ماري لو،
وأنا الآن متعب من الحديث مع أسلافٍ
مختبئين في السلّة المليئة بثياب عملي المتّسخة.
إنها زائفة، يخبرونني كلّما قبّلتُ صورتكِ.
كما لو أنني لا أعرف ذلك.
ليس شعرك الأشقر الطويل الذي بلون دغل عانتك الرّازح مذعنًا تحت يدِ شخصٍ ما
مثل حمَلٍ.
ولا يبدو نهداك الكبيران المكانَ الملائم كي ينام طفل بقطرة حليب بين شفتيه.
حتى إنّ رقم هاتفك المطبوع في قاع ساقيك المنفرجتين زائفٌ.
أو لأحدٍ لم يتوجب عليّ مهاتفته.
زوجة جاري الساكن في الشقة المجاروة
تبدو سعيدة وهي تنزّه أطفالها في مساء الأحد
أستطيع رؤيتها في ضوء المقاطعة الأحمر في كلّ ليلة.
حتى المرأة بالغة الصغر التي تجاورني،
والتي تمسك يد حبيبها الخارج للتوّ من السجن تقول مرحبًا يوم الأحد.
فأتظاهر بأنني لا أعرف بأنها ترتدي قبّعة كبيرة لتخفي الكدمات الداكنة أسفل عينيها.
حتى كلب صاحبة البيت،
الخامس في السنة الفائتة،
يعرج في مشيته قبل أن يلعق يدي.
يوم الأحد.
ولكنّ أسلافي لا يرغبون في رؤية ذلك المشهد فيغوصون في جيوب ثياب عملي المتسخة.
إنه يوم الأحد يا ماري لو، الأحد الوحيد حين تبدو الحياة مختلفة
ويكون لعزلتي شكل زجاجة فارغة
تخادنُ عناكب وأوراق يانصيب مجعّدة
تحت سريري.
إنّه يوم الأحد يا ماري لو،
ولا أحد يراني حين أعيد صورتكِ
إلى محفظتي لترافق صورةَ حبيبتي
التي وعدتني مرةً أن تنتظرني
حتى أعود.
لا أحد يرى عينيَّ الشاحبتين وهما ترقبان صورتين شاحبتين غير قادرتين على معرفة أيّ الصورتين لحبيبتي وأيّهما لكِ، يا ماري لو.
إنه يوم الأحد. الأحد الوحيد.
ترجمة: تحسين الخطيب