في حفرة نفسي أجلسُ وإياكِ – فراس سليمان.

أشخاص:

1
وأنت تخرجين من حياتي
أرجوك
اتركي الباب مفتوحًا
فبعد قليل
سألحق بكِ

2
لماذا الحب دائمًا من هواء
لماذا الندم دائمًا من معدن؟

3
ترين الياطرَ الأحمر
فأساً في صدر غروبٍ مخيف
أقول إنها مجرد قطعة معدن
على جدار مستودع
تقولين انظرْ إلى كل هذا الدم
أصدّقكِ
أرتبكُ
وأخاف مني وأنا أعانقك

4
الذئب الذي سأكونهُ
لن يحلّ المتاهة

5
في الزاوية نَعِدّ قبلاتنا
سوداءُ أرقامُ الفقد

6
في الارتجاف
نتكوّن

7
داخل كلمات
مثل ظلال ممزقة
يحدث مستقبلنا

8
تمثال الخسارة
أدور حوله
طفلنا الذي فرّ من المشهد

9
هذا الحجر الذي وجدناه
على سفح جبل
ذاكرةُ غراب
ضعيهِ على الطاولة قرب علبة الميك آب
ستحتاجين إلى قطعةٍ من جلد الريح
مقطعٍ من أنفاس الرعاة في برية باردة

10
كلما عضضتُ على ذاكرتكِ
رأيتُ نفسي رجلاً آخر ينزف
كلما قلتُ أحبك
ربحتُ حياة لن أعيشها

11
يدك على قلبي
لها صرير بابٍ لا يُفتح ولا يُغلق
يدي في المسافة إلى شعرك
تقليد سيئ
للريح

12
لماذا ماضيك
رسالة استلمُها كل يوم؟

13
في ليلٍ ما
في طبيعة ما
وعلى سرير من عشب
حيث الجسدان والنسائم جدلٌ ناعم
حدثتْ حياة
لن يرويها أحد

14
هكذا إذن
جررتِ الله إلى المشهد
هكذا
رأيتُ الرعب فماً مفتوحاً
هكذا تنتقل الحياة
من الطابق الأرضي إلى العلوي
تاركة خلفها هالة من الأزهار السّامة

15
إنها أخطاء الأمل
أن نخرج إلى شرفة
لا تتسع لاثنين

16
أن أربط بين رائحتكِ
وبين خوفٍ عتيق
بين هذه الالتماعات الغامضة
التي تسيل بمحاذاة جسدينا
وبين جيوش من القتلى
ينظفون حياتي من التجربة
يعني (لي وحدي دون أن يفهم أحد)
أن أرى حروف الجر
حشراتٍ تقرض الأثاث
في بيتك الأصفر
الصغير

17
لا شيء سيعيدني إلى نفسي
حين لن أطالب الهاتف بأن يرنّ
البريد بأن يصل
لا شيء سينقذني مني
حين لن أنسى الموجة اليتيمة تطير
في مطبخك
الريش/
الزبد
الذي يغطي حياتي
الجنين الذي لن يكبر أبداً

18
رائحة سمكة ستموت
رائحة العرق تحت إبطي الحلاّج
رائحة قفازات علماء
يشرّحون هيكلاً غريباً
في مختبر تحت الأرض
رائحة الضجة التي يثيرها أعداء
دائماً ينتصرون
رائحة كائنات بورخيس العحيبة
رائحتك وأنت تغادرين

19
اليد الثرثارة
التي تحترق
يدي
التي حاولتْ صيفكِ

20
في حفرة نفسي
أجلسُ
وإياكِ
لهذا.. كلانا يتعذب

21
كيف سأقلّد أناي التي امّحتْ
من فرط التحديق بكِ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى