كلاوديو بوتساني – سارق النار

أرقص

أرقص رقصة الأفكار العبقرية

علي أمل أن تقولي لي شيئا جديدا

أرقص رقصة الخاسرين الضائعين

وأنا أعرف أن كل خطواتي سدي

أرقص رقصة السعداء الساذجين

اعتقادا مني أن عرقي يهم أحدَ

أرقص رقصة المستفيدين

وسأظل أرقص حتي تدفعين

وأرقص، أرقص، أرقص

حتي أغلب غطرستي

أرقص، أرقص، أرقص

والسبب ليس ذو أهميةِ

أرقص رقصة الملاعين

لأن الغضب يصل إلي صدري

أرقص رقصة المدعين

لأن أنت أيضا مدعية إذا كنت تؤمنين بمستواي

أرقص رقصة المرفوضين

فقد تدربت كثيرا أمام الأبواب المغلقة

أرقص رقصة من لا يعانون

هل تنتقلين إلي مكان آخر لو سمحت؟

وأرقص، أرقص، أرقص

ما دمت أستطيع أن أقف علي قدمي

أرقص، أرقص، أرقص

لأنك أنت التي طلبت مني

ابحثْ فيك عن الصوت الذي لا تسمعه

(تسجل بالصوت، قفص صدري ووحدة)

.

ابحث فيك عن الصوت الذي لا تسمعه

التهم الكون إذا لم تفهمه

بيوت صغيرة بأسقف منحدرة

تدمع مطرا من مزاريبها الفاسدة

عبير الأرض والأوراق والبرك

ومناظر حزينة من رخام أبيض

ابحث فيك عن الصوت الذي لا تسمعه

التهم الكون إذا لم تفهمه

ديدان ترقد تحت القاع العفن

فئران تسبح في أنهار من الصلب

دخان ضباب، سيارات سريعة

تتصفح قطع الأسفلت الزائلة علي الطريق

ابحث فيك عن الصوت الذي لا تسمعه

التهم الكون إذا لم تفهمه

ظلال الطين تمشي متعبة

تهز الرأس المخروطية لأسفل

أشباح ملتوية مطبوعة علي الجدار

تذكر بالفرار والجياد في فريزلاند

يبدأ الظلام في عرض ذهنك عليك

بينما يصبح كل شيء فائرا أخضر

أكون

أنا الرسول

الذي تركوه خارج العشاء الأخير

أنا الجندي

الذي وصل متأخرا إلي صخرة كوارتو

أنا مسيح

دين لا يؤمن به أحد

.

أنا المستبعد، الخارج علي القانون، الملعون الذي لا يستسلم

أنا البطل

الذي يموت في الصفحة الأولي

أنا القط الأعور

الذي لا تريد أي عجوز أن تداعبه

أنا الحيوان الخائف من رهاب الماء

الذي يعض اليد الممدودة بالرحمة

.

أنا المستبعد الخارج علي القانون الملعون الذي لا عمر له

أنا الموجة الغريبة

التي تبتلع المناشف والراديوهات

أنا سوء الفهم

الذي يؤدي إلي الشجار

أنا الشيطان

الذي هرب محبرة لوثر

أنا شريط الفيلم

الذي ينقطع في ذروة الحدث

أنا المستبعد الخارج علي القانون، مسمار في الرأس

أنا الكرة في لعبة الفليبر

تسقط قبل الوصول إلي الرقم القياسي مباشرة

أنا الهدف الذي أدخله في مرماي

في الثانية الأخيرة

أنا الطفل الذي ينخر

ردا علي تعنيف الأم

أنا خوف العشب

الذي علي وشك أن يجزوه

أنا المستبعد، الخارج علي القانون، هذه الصفحة منزوعة.

لست أدري ما إذا كان البحر

لست أدري ما إذا

كان البحر

يصنع الأمواج

أو يتحملها

لست أدري ما إذا

كنت أنا

المفكر

أم فكرة عارضة

وفي هذه الأيام

حيث الملل الصيفي يغشي العين

هناك دائما صرخة بعيدة

تتقافز

من صخرة إلي صخرة

وهي تموت إلي جوار سرطان بحر

وظهري العاصف بالريح

ينفصل أقل وأقل

وببطء

عن منشفتي المالحة

من هذا المنظور

توجد شماسي وأشخاص

هي أسهم عالقة

علي الجدران الحصوية من حولي

لها رؤوس مسمومة

في الأقدام

وما أزال لست أدري

من الذي رماها نحوي

ولماذا أخطأ التصويب

لست أدري ما إذا

كان البحر

يصنع الأمواج

أم يتحملها

إن كان للإحساس معني

وإذا كانت الحواس الخمسة تصنع إحساسا

فكم مرة

جعلتني أعود خائب الرجاء

داخل جسدي

أعود ثقيلا غليظا

كأنني شاحنة ثقيلة عجلاتها مثقوبة

ولم أكن أحس حتى بباب عيني

ينغلق وراءي

كم مرة

رقصت لك طربا

أنا و الذباب

تحت المصباح

كما في الصباح

الذي لا أذهب فيه إلي المدرسة

بسبب الأنفلونزا

الآن تلك الرقصة

ظلت بداخلي

ترجف كل شيء

القلم وقدر الحليب

والكتب التي أقرأ

والكتب التي أكتب

إلام تستهدفين من جعلي أفكر

إلا في كل ليل

فقدت فيه النهار

وفي هذه الشمس

التي تعرف ماذا تعني كلمة ليل

ولا حتي أي من تلك الظلمات الحقيقية

التي قضيتها في فندق

ضائعا بين الضباب والجليد

أحاول أن تتطبع عيني

علي رؤية صورتك

دون مساعدة من تنهيدتك

من عطرك

من دقات ساعتك

لست ما إذا

كان البحر

يصنع الأمواج

أم يتحملها

وتحت الشمس

بعينين مغلقتين

أفكر في الظلمة

فكيف تزعمين أنني

لا أفكر فيك

عندما أكون وحدي في البيت

أحل الرأس

حتي أغير لمبة الأباجور

وأفصل عني ذراعي

حتي أعلق غطاءها

وأضع قدمي

مكان أذني

حتي أسلي القط

يمتعني جدا

أن أسمعك تموئين

تنظرين إلي جائعة

عندئذ يكفي أن أفتح

باب ثلاجتي القديمة

أو باب بطنك

سرطانات البحر أصبحت متعبة

من جثث الصرخات البعيدة

مكدسة أمام

في أوكارها المنحدرة

تسحبها

غير واثقة

في الأطفال المسلحين بأسلاك من حديد وشبكة

قادرين علي مقاومة الشمس ساعات طويلة

وعلي رفض وجبات الطعام والبطيخ

فقط من أجل إخراج سرطان بحر من وكره

وتعقبه

واصطياده

ورؤيته يموت

بينما صرخة أخري بعيدة

هي صدي لبالونات وضحكات

لن تجد بعد أحدا

ينقل جثمانها

نحو مدافن الأصوات الصيفية

تنغلق الشماسي

كأنها قناديل بحر

بينما أروح أجلس

حتي أجعل ظهري

يحاور الأفق

أسمعه يتحدث دائما

لكنني لا أراه أبدا

مثلك

إذا لم تكن هناك مرايا

ولن أعرف أيضا

إلي أي مدي أنت وظهري

تتشابهان

التعبيرات نفسها

نفس الرغبة في البقاء قريبا مني

ولكن علي طريقتكما

.

علي الصخور ترك

الناس أفضل جزء فيهم

قشر البطيخ

أوراق مهملة

أعقاب سجائر

لست أدري ما إذا

كان البحر

يصنع الأمواج أم يتحملها

أنا أيضا اليوم

لم أفلح

لا في إحصائها عددا

ولا في إيقافها

*

ترجمها عن الإيطالية: د. حسين محمود

زر الذهاب إلى الأعلى