السيفُ والمزمار
عَبَر من الْجِهة الِأُخْري لِلْجِدار
مِنْ غيْر أنْ ينتبِه لهُ فِعْلاً
هُنا كلّ شيْءٍ رماديٌّ
تحْت سَماءٍ واطِئة
هُنا وَسَط هذا الْحَقْل من الْخَراب
حيْثُ مزْمارُ الأَسْلاف لا يعْزف
ولَا الرّيحُ الْخَرْساء تخْترقُ أشْجار الزّيْتون
يفْتقِر الْأَمَل إِلي الدّم
هُنا الْأَطْفالُ يقْبَعون
تحْت الْأَنْقاض
هُنا في غزّة
لا أَحَد يتَملْملُ
لا أَحَد يَتنفّس
مِن الصّحْراء ريحٌ جافّة
ولِلْمَوْت هذه الرّائِحة الثّقيلة.
كما لوْ أنّنا لنْ نَموت أبدا…
علي هذه الأرْض المنْذُورة لِلْفاجِعة
نتمسّك، نُقاوم
ونَثْبُت
في وجْه الرّياح والْمَدّ والْجَزْر
مُتحدّين شمْس الأَسْلحة
وسُطوعِها الْقاتِـل.
لِأَنّـه يجِبُ أنْ نَسْتمِرّ، أنْ نَسْتمِرّ بِلا حـــدّ
في شَظَف الأيّام
كما لوْ أنّنا لنْ نَموت أبدا…
في هذه الْقَصيدة لسْتُ أنا منْ يَتكلّم إليْكُمْ
ولَا صوْتي الذي تسْمعُونَه في تِلْك الْقَصيدة
لكِنّهُ مَنْ يَعْبُرني ويَرْعـــــاني:
الظِلّ الْيَائِس لِلْجَمال
ذلِك الْأَمَل اللّانِهائيّ في قلْب النّاس
لِأنّ بِأيْديــنا الّتي ترْتَجِف
بصيصاً مِن الْأمَل
هُو مِصْباحٌ يسْهَرُ واهِــناً
في جُنْح اللّيْل الضّاري…
غيْر المُؤمَّل
أنْت، غيْر المؤمَّل
تشْغل المَكان
المَكانَ كلَّه
في حَياتي المُسْتعادة من جديد
لاز
ولَوْ أنّي أغنّي اليوْمَ
فإنّ بِالعالَم جَمالاً مُمزَّقاً
ذاكَ الّذي يتزوّج حرْفاً بحرْف
ختْمَ وجْـــهي
المُرصَّع علي لحْمي.
لكنّ وجْهَك
البساطةَ الموجِعة
لوجْهِك
عذوبتَه المحْفوظة
أنّي لي بوصْف هذه المُعجِزة؟
لكنّ وجْهَك بيْن يديّ
وهُما ترْتجِفان
ثُمّ بِهذه اللّمْسة البسيطة
تَنْبعِث حُميّا العالم كلُّهــا
ووَجْهُك كَما النّوْرس علي البحر
كيْف لَنا أنْ نصِفَ ذلك؟
الكلمات الّتي تجب
لِتَكُنْ لنا دائماُ الكلمات الّتي يجب
من أجْل أن نَّقول انْبِهارَنا
أنْ نكون هُناكَ معاً
في قلْب الشّموس أجْمعَها
مُسْتقبلاً..