أُريد فستاناً أحمر.
أريده رخيصاً ومهلهلاً،
أريده ضيقاً جدّاً، أريد أن ألبسه
حتى يمزّقه أحدهم عني.
أريده بلا ظهر ولا كمّين،
بحيث لا يضطر أي كان إلى أن يُخمّن
ما تحته.
أريد أن أع
بر الشارع
قرب (ثريفتي) ومتجر الخردوات
مع كلّ تلك المفاتيح تلمع في الواجهة،
قرب مقهى السيد والسيدة وونغ
اللذين يبيعان الدونتس البائتة،
قرب الأخوين غويرا
اللذين يخرجان الخنازير من الشاحنة إلى الدُلية (*)
حاملين الصغيرة منها على كتفيهما.
أريد أن أسير كما لو أني المرأة
الوحيدة على الأرض وأستطيع اختيار من أشاء.
أريد ذاك الفستان الأحمر بقوة.
أريده لأؤكّد لك أسوأ مخاوفك عنّي،
لأريك كم ضآلة مبالاتي بك
أو بأي شيء سوى ما أريد.
حين أجده سأسحبه من العلاقة
كما لو أني أختار جسداً
يحملني إلى الأرض
عبر صرخات الولادة
وصرخات الحبّ أيضاً،
وسأرتديه كالعظام،
كالجلد،
سيكون الفستان اللعين
الذي سيدفنونني فيه.
___________
* الدلية: شاحنة خفيضة ذات عجلات صغيرة لنقل الأثقال التي لا يمكن حملها باليد
*
ترجمة:سامر أبوهواش